واشنطن، نيويورك، طهران – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده «ستواصل قطعاً» برنامجها النووي على رغم التهديدات الإسرائيلية بعمل عسكري. وقال نجاد في مقابلة مع برنامج «صباح الخير يا أميركا» على شبكة «إي بي سي» التلفزيونية: «ينبغي ألا يساورنا مجرد الشك في أننا سنواصل طريقنا. سنواصل قطعاً طريقنا» في تطوير برنامج إيران النووي. وسئل هل أن إيران تلعب بالنار نظراً الى تهديدات الإسرائيليين، فقال: «إنهم ليسوا عاملاً في مبدأنا الدفاعي، إننا حتى لا نحسب لهم حساباً». وفي مقابلة أخرى مع صحيفة «نيويورك تايمز» حذر الرئيس الإيراني من أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة قد يستحيل إصلاحها إذا فرضت عقوبات جديدة على بلاده، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست لديها السلطة لتدس أنفها في مسائل مثل الصواريخ. واعتبر نجاد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو «الفرصة الأكبر والأخيرة للولايات المتحدة لتحسين صورتها في العالم»، محذراً من خسارة هذه الفرصة لأنها لن تأتي مرة أخرى. وفي ما يتعلق بالأميركيين الثلاثة المحتجزين في إيران، كرر نجاد موقفه بأنه يود أن يراهم أحراراً، مثلهم مثل الإيرانيين السبعة الذين قال انهم معتقلون في الولاياتالمتحدة. وأضاف: «نحن نعمل على إطلاق سراح جميع السجناء»، إلاّ انه أكد أن مستقبل الأميركيين تحدده المحاكم. من جهة أخرى، أيد الرئيس الإيراني اقتراح البرازيل تبادل الوقود النووي على أراضيها لتسوية أزمة برنامج إيران النووي، كما أعلن موقع الرئاسة الرسمي الإلكتروني. وأفاد الموقع أن نجاد بحث مع نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز في «اقتراح الرئيس البرازيلي المتعلق بتبادل الوقود النووي وأعرب نجاد عن موافقته المبدئية». وفي نهاية نيسان (أبريل) أعلن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم خلال زيارة لطهران أن بلاده مستعدة لدرس اقتراح لتبادل اليورانيوم على أراضيها، موضحاً أن مثل هذه الفكرة لم تعرض بعد على حكومته. الى ذلك، أفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» الصادرة في لندن أمس، أن إدارة الرئيس الأميركي تسعى إلى تهدئة أعصاب الحلفاء حيال البرنامج النووي لإيران وكوريا الشمالية، لاعتقادها بأن سلوك بيونغيانغ جيد الآن وأن طهران تحرز تقدماً أبطأ مما كان متوقعاً. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض أن «كوريا الشمالية توقفت عن الأعمال الاستفزازية وأن إيران تعاني من مشاكل تقنية» في برنامجها. في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين في قطاع النفط ومحللين إيرانيين أن «الحرس الثوري» الإيراني يضطلع الآن بدور رائد في تطوير قطاع النفط الذي تفرض عليه عقوبات دولية. وأوردت الصحيفة أن شركات الهندسة التابعة ل «الحرس» والتي حلت مكان الشركات الأوروبية التي غادرت إيران بعد العقوبات، كوفئت بعقود كبيرة لم تعرض في مناقصات. وحذر خبراء من أن جهود الولاياتالمتحدة لمنع الاستثمار العالمي في قطاع النفط الإيراني، تمنح «الحرس» المزيد من النفوذ، علماً أن إيران هي ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك». على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الفرنسية أن باريس تدعو دول مجموعة الثماني منها الولاياتالمتحدةوإيران الى المصادقة «في أقرب فرصة» على معاهدة حظر التجارب النووية بهدف تطبيقها. وأوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن بلاده أشادت بمصادقة إندونيسيا قريباً على معاهدة الحظر التام للتجارب النووية، معربة عن رغبتها في «تشجيع الدول الثماني الأخرى التي لا تزال مصادقتها ضرورية لدخول المعاهدة حيز التنفيذ، على اتخاذ هذا القرار في أقرب فرصة». والدول الثماني هي كوريا الشمالية والهند وباكستان (التي لم توقع المعاهدة وقامت بتجارب نووية منذ 1996) والولاياتالمتحدةوإيران وإسرائيل والصين ومصر (الدول الموقعة على المعاهدة التي لم تصادق بعد عليها). مؤتمر نيويورك في نيويورك، أكد المندوب الصيني لي باودونغ مجددا التزام بلاده «لتعزيز الحلول الديبلوماسية» في ما يخص «مسألة إيران النووية»، فيما لمح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الى إمكان التوصل الى اتفاق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس زائداً ألمانيا حول مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران. وعبر الاثنان عن دعمهما لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وهو الموضوع الذي شددت عليه كل الدول العربية، من بينها قطر، في اليوم الثاني من مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وأبدى أيضاً مندوب فرنسا، اريك دانون، تفهم فرنسا ل «الإحباط الذي يشعر به الكثير من الدول بسبب التنفيذ البطيء» لقرار إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وحذر بقية الدول الأعضاء من «سيناريو» مماثل مع إيران، موجهاً بذلك تحذيراً ضمنياً الى كوريا الشمالية.