ينمو الطلب على المياه العذبة بنحو 8 في المئة سنوياً، وفقاً ل «الجمعية الدولية لتحلية المياه»، وتُعتبر الإمارات والسعودية من أكبر منتجي المياه المحلاة في العالم. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية»، روبيرتو دي دييغو أروزامينا، في حديث إلى «الحياة»: «على رغم ضرورة تحلية المياه لتلبية الطلب المتنامي على المياه النظيفة في المنطقة، إلا أن محطات التحلية الحالية تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة لإنتاج كميات كافية من المياه، ما يستنزف مصادر الوقود الأحفوري التي لا بد من الحفاظ عليها لتستفيد منها الأجيال المقبلة». وأضاف: «في ظل النمو المتسارع في تعداد السكان، بات من الأهمية بمكان بالنسبة الى المنطقة، اعتماد حلول الطاقة المتجددة في تشغيل هذه المحطات لتأمين حاجاتها المتنامية من المياه بطريقة أكثر استدامة (...) على رغم أن التقنيات الجديدة مثل عمليات ما قبل المعالجة وعمليات الترشيح بتكنولوجيا النانو والتحلية الكهروكيماوية، تعد مفيدةً في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في قطاع تحلية المياه، إلا أنها لم تحدث فرقاً كبيراً على هذا الصعيد». وأكد استناداً الى دراسات دولية، أن استخدام الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد في ترشيد استهلاك 17 في المئة من الكهرباء المولدة بالاعتماد على الوقود الأحفوري والمستخدمة في تشغيل محطات تحلية المياه في السعودية، و16 في المئة في الإمارات بحلول عام 2025. ولفتت شركة «عبداللطيف جميل»، إلى أن دولاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اعتمدت في شكل كبير على المياه الناتجة من عمليات التحلية لتوفير إمداداتها اللازمة من هذا المصدر الحيوي. وأشارت إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على دول المنطقة، فالشح العالمي في المياه العذبة دفع دولاً أخرى أيضاً إلى الاستعانة بحلول التحلية لتلبية حاجاتها المتزايدة. وتابع دي دييغو أروزامينا: «لقد اتخذت دول مجلس التعاون الخليجي بعض الخطوات العملية في ما يتعلق باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تلبية الطلب المتنامي على الطاقة من محطات التحلية، حيث نجحت دولة الإمارات في تشغيل أول محطة لتحلية مياه البحر بالاعتماد على الطاقة المتجددة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. وفي حين أن القدرة الإنتاجية للمحطة التجريبية التي أطلقتها مصدر لا تتجاوز 1500 متر مكعب من المياه يومياً، إلا أنها تعتبر خطوة واعدة في الاتجاه الصحيح». ودعا إلى مزيد من التعاون لاعتماد حلول الطاقة المتجددة في تشغيل محطات تحلية المياه في المنطقة بما يلبي الطلب المتنامي على المياه النظيفة ويحدّ من البصمة الكربونية الناجمة عن عمليات التحلية التي تعتمد على مصادر الطاقة التقليدية. وتابع: «تهتم شركة عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية اليوم بقوة، بمجال تحلية المياه وتنقيتها، ونبحث حالياً عن أفضل الطرق التي يمكننا من خلالها بناء قدراتنا في هذا المجال لتلبية الطلب المتزايد على المياه النظيفة في المنطقة». وزاد دي دييغو أروزامينا: «الشركة تعمل لتنسيق بحوث المياه والغذاء وتشجيعها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مدينة بوسطن الأميركية، لتحقيق رسالة نبيلة تتمثل في الحد من انعكاسات تغير المناخ ومكافحة شح الموارد المائية والإمدادات الغذائية في العالم».