أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال جلسة عقدها البرلمان لمناقشة مشروع تعديل دستوري للتمديد حتى أيار (مايو) المقبل لحال الطوارئ التي فرضتها السلطات منذ اعتداءات باريس التي شنها تنظيم «داعش» في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وحصدت 130 قتيلاً، أن تنفيذ 3289 عملية تفتيش منازل واعتقال 341 شخصاً بعد الاعتداءات أحبط مؤامرة أخرى. ويتوقع خوض المجلس مناقشات صاخبة حول التعديل الذي يلحظ أيضاً إسقاط الجنسية الفرنسية عن حاملي جنسية مزدوجة يتورطون بأعمال إرهابية، ما تسبب في استقالة وزيرة العدل كريستيان توبيرا وأثار انتقادات دولية وانقساماً في صفوف الغالبية الحاكمة. وأبدى فالس اعتقاده بأن أكثر من ألفين من سكان فرنسا متصلون بشبكات جهادية في سورية والعراق، موضحاً أن أجهزة الأمن الفرنسية أحبطت 15 مؤامرة إرهابية العام الماضي. وأشار إلى أن نصف عدد المتصلين بطريقة أو بأخرى مع شبكات جهادية في سورية والعراق غادروا فرنسا إلى الشرق الأوسط، ولا يزال 597 منهم هناك. وأكد فالس أن «التعديلات دفاعية وفاعلة، ولا مفر منها لضمان أمن الفرنسيين»، فيما يرى معارضوها أنها «غير مجدية ومصدر خطر على الحريات العامة». وهم تلقوا أول من أمس دعم مجلس أوروبا الذي رأى أن نظام الطوارئ شهد «تجاوزات من الشرطة» و «يساهم في «تعزيز ازدراء المسلمين». على صعيد آخر، تحدثت امرأة ساهمت عبر اتصال هاتفي في تمهيد حصار الشرطة العقلَ المدبر المزعوم لاعتداءات باريس عبد الحميد أباعود، لقتله في شقة بضاحية سان دوني في 18 تشرين الثاني، عن خططه لشن هجوم آخر، وتباهيه بدخول فرنسا من سورية قبل الهجمات مع 90 شخصاً بينهم سوريون وعراقيون وألمان وفرنسيون وبريطانيون من دون أوراق رسمية. واتصلت المرأة التي تختبئ في حماية الشرطة، بإذاعة «إر إم سي» ومحطة «بي.إف.إم» التلفزيونية الإخبارية لتشتكي من حرمانها من الحياة الاجتماعية أو العمل أو الدعم النفسي لأكثر من شهرين بعد الاعتداءات. وأشارت إلى أنها لم تحصل حتى الآن على أوراق هوية جديدة مطابقة للاسم الجديد الذي تستخدمه حالياً. وروت أنها كانت حاضرة حين تلقت صديقتها حسناء آيت بولحسن قريبة أباعود، التي قُتلت أيضاً، اتصالاً من شخص طلب توفير مأوى لأباعود. وقالت: «التقيته لاحقاً وأبلغته أنه قتل أناساً أبرياء»، وأوضحت أنها علمت من أباعود نفسه ومن حوارات أخرى مع قريبته بخططه لشن هجمات جديدة وشيكة على دار حضانة ومركز للشرطة ومركز تجاري في منطقة لا ديفونس للأعمال غرب باريس، ما دفعني للاتصال بالشرطة، خصوصاً أن بولحسن أبلغتني أن موعد الهجوم سيكون الخميس، فقلت لنفسي سأمنعهم». وبعدها بساعات، حاصرت الشرطة الشقة التي اختبأ فيها أباعود مع بولحسن وشخص ثالث شارك مع الاعتداءات هو شكيب أكروح البلجيكي المغرب الأصل. وأفاد مكتب الادعاء في باريس بإنه يحقق في احتمال أن تكون المقابلة مع المرأة خالفت قوانين السرية. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف، إن «حديثها في وسائل إعلام يعرضها لخطر».