كوالالمبور - أ ف ب - يقول مصنعو مستحضرات التجميل «الحلال» ان السوق العالمية تشهد ازدهاراً مع اتجاه مزيد من المسلمات الى استخدام مستحضرات متوافقة مع الشريعة الاسلامية. وصنعت المغنية الماليزية فميزا ذوالكفلي أول صابون يُعتبر من مستحضرات الحلال قبل اربع سنوات بعدما كانت تبحث من دون جدوى عن المنتجات الصائبة لاستخدامها أثناء استحمام طفلها. والآن أصبحت تملك مصنعاً ويبلغ رقم أعمالها السنوي 1.6 بليون دولار. وتقول فميزا التي تحولت الى مجال الأعمال: «الحلال مهم بالنسبة إلى المسلمين. وفي نهاية المطاف كلنا سنرحل وسيسألك الله ماذا فعلت». فميزا التي ترتدي النقاب، وهو أمر غير معتاد في ماليزيا، أصبحت تصدر عشرات مستحضرات التجميل الى اندونيسيا وتايلاند وبروناي. ومبدأ الحلال ينطبق بشكل أساس على الطعام، اذ يحرم الاسلام تناول لحم الخنزير أو لحوم حيوانات غير مذبوحة على الطريقة الاسلامية. لكن المصنعين بدأوا يحققون الارباح من مبدأ ان كل البضائع والخدمات يمكن ان تعتبر حلالاً بما يشمل مستحضرات التجميل والملابس والخدمات المالية أو حتى الرحلات السياحية. وعلى غرار المستحضرات العادية، فإن مستحضرات التجميل الحلال التي تشمل أحمر الشفاه ومزيل الرائحة والعطور يمكن ان تتضمن منتجات حيوانية، لكنها يجب ان تكون معدة بحسب الطريقة الاسلامية بما يتعلق بالتحضير أو الذبح. وقالت فميزا: «حتى الكمية الصغيرة جداً من الكولاجين المستخدمة في مساحيق الوجه الليلية مستخرجة من خراف حلال تتم تربيتها في مزارع يديرها مسلمون في استراليا»، مضيفة انها تعتزم توسيع أعمالها من جنوب شرق آسيا الى اوروبا السنة المقبلة. وربع سكان العالم تقريباً من المسلمين، فيما توسع نطاق الأعمال المرتبطة بمنتجات الحلال من دول اسلامية الى دول غربية مع تزايد عدد المسلمين فيها. وقدرت شركة أبحاث ماليزية حجم هذه الاعمال بنحو 635 بليون دولار سنوياً. وفي فرنسا التي تضم خمسة ملايين مسلم، يتوقع ان تبلغ مبيعات منتجات الحلال 5.5 بليون يورو (7.2 بليون دولار) في العام 2010 بحسب ناطق باسم هذه الصناعة. ويرى محللون ان الاعمال المرتبطة بمستحضرات التجميل الحلال التي يقدر حجمها بنحو 560 مليون دولار عالمياً ستشهد ارتفاعاً بعد ازدهار المنتجات الغذائية الحلال وقطاع المصارف الاسلامية. وأوضحت ماه حسين-غاملبز، مؤسسة أول شركة مستحضرات تجميل حلال في اوروبا «ساف بيور سكن» ان الصناعة استفادت ايضاً من موجة الدعوات للحفاظ على البيئة وان 75 في المئة من زبائنها من غير المسلمين. وأوضحت ان «المبادئ هي ذاتها، يريدون مستحضرات لا تضر بالجسد والنقاء وهذا بالتحديد مبدأ منتجات الحلال». وأضافت: «أسست علامة تجارية عضوية تعتمد على النباتات وحلال، وكلها عناصر مهمة بالنسبة إلي»، مشيرة الى ان «الطلب يخرج عن السيطرة». وقالت انها تتلقى «طلبات من كل مكان. الاسبوع الماضي كانت هناك طلبيات من كندا وبنغلاديش وأستراليا وبلجيكا وماليزيا، والعمل مزدهر جداً». وقال عبدالحميد ديفيد ايفانز، الخبير البريطاني في مجال منتجات الحلال، ان هذه الصناعة ستتزايد لأن المسلمين يختارون منتجات الحلال لتأكيد هويتهم، فيما يختارها آخرون لدواع تتعلق بالبيئة. وأضاف ايفانز على هامش أول مؤتمر دولي حول مستحضرات التجميل الحلال الذي عقد في ماليزيا الشهر الماضي: «لا شك في ان صناعة مستحضرات التجميل الحلال ستشهد ازدهاراً».