نيويورك، - أ ف ب، رويترز - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، بعد ساعات على توقيف المواطن الباكستاني الأصل فيصل شاه زاد الذي قاد سيارة مفخخة الى ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك ليل السبت - الأحد من دون أن ينجح في تفجيرها، أن الولاياتالمتحدة لن تخضع للترهيب، مشدداً على أن المحاولة «توضح حجم التهديدات المحدقة بأمننا». وسارعت السلطات الباكستانية الى التعاون في التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأميركية. وعلمت «الحياة» أن الاستخبارات الباكستانية اعتقلت في كراتشي 8 أشخاص على علاقة بشاه زاد بينهم عمه (والد زوجته) وأحد أقاربه. ونقل الثمانية الى إسلام آباد حيث باشرت الاستخبارات التحقيق معهم، لمعرفة دورهم في المحاولة الفاشلة، خصوصاً أن الموقوف في أميركا أمضى خمسة أشهر في باكستان قبل العودة الى أميركا التي حصل على الجنسية فيها حديثاً. وقال أوباما في خطاب ألقاه أمام مسؤولين كبار في أوساط الاعمال في واشنطن: «لن نتقوقع خوفاً، وسيتم اقرار العدالة وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا لحماية الشعب الأميركي»، مؤكداً ان مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي أي) وقوات الأمن تملك الوسائل اللازمة للتحقيق في الاعتداء الفاشل، وتحديد ارتباطه بمتطرفين أجانب او عدمه. وأكد ان الاعتداء يمثل «تذكيراً قاسياً جديداً بالعصر الذي نعيشه»، مشيراً الى ان يقظة قوات الأمن في نيويورك أنقذت حياة مئات الأشخاص. وأوقفت السلطات الأميركية شاه زاد مع شخصين آخرين لم تتضح هويتهما، لدى محاولتهم السفر على متن طائرة متجهة من مطار كينيدي في نيويورك الى باكستان عبر دبي. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ: «لا اريد التكهن بالطريقة التي تمكن بها المشبوه من الصعود الى الطائرة، في وقت لم يكن يفترض ان يحصل ذلك». ونجح المحققون في الوصول الى شاه زاد باستخدام الأدلة الخاصة بالسيارة الرباعية الدفع من طراز «نيسان باثفايندر» التي استخدمها في تنفيذ محاولته الفاشلة، إذ تبين انه اشتراها قبل أسبوع ودفع ثمنها 1300 دولار نقداً. وحصل شاه زاد (30 سنة) على الجنسية الأميركية العام الماضي وكان يقيم في كونيتيكت (شمال شرق)، وعاد في شباط (فبراير) الماضي من رحلة استغرقت خمسة شهور الى باكستان. وأشارت معلومات أمنية الى انه ربما أمضى فترة في بيشاور (شمال غرب) حيث مراكز تدريب لعناصر «طالبان باكستان» وحلفائهم في تنظيم «القاعدة». وأعلن وزير العدل الأميركي اريك هولدر أن التحقيقات تتشعب وان أصابع الاتهام بدأت تتجه الى «منظمات إرهابية في الخارج»، ما دفع إسلام آباد الى تأكيد انها ستتعاون بالكامل مع الولاياتالمتحدة في توفير معلومات عن المشبوه، علماً ان السفيرة الأميركية في إسلام آباد، آن باترسون، اجرت أمس محادثات في هذا الشأن مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي. وكانت واشنطن شككت عمداً اول من امس في صحة تبني «طالبان باكستان» محاولة الاعتداء، بهدف نصب مكمن للمتورطين في محاولة التفجير عبر إيهامهم بأن الشكوك تحوم حول «اربعيني ابيض». واعترف شاه زاد للمحققين، بتحضير العملية وتنفيذها، مشدداً على انه عمل بمفرده، نافياً صلته بجماعات متشددة في باكستان. وقال عضو في فريق التحقيق لم يكشف اسمه: «استناداً الى خبراتنا المتراكمة يصعب تصديق تنفيذ شخص بمفرده هذه المؤامرة، «وأكيد اننا لا نزال نجهل اشياء كثيرة»، علماً ان قائد الشرطة في نيويورك ريموند كيلي صرح بأنه يشتبه في ضلوع اكثر من شخص في محاولة التفجير. وفتش عناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) منزل شاه زاد في بريدجبورت (كونيتيكت)، ونقلوا حقائب وصناديق منه.