إسلام آباد، كابول، غوانتانامو – أ ف ب، رويترز، يو بي أي – أعلن ريتشارد سنيلساير الناطق باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد أمس، أن الولاياتالمتحدة منحت باكستان 656 مليون دولار لتغطية بعض النفقات التي تحملتها إسلام آباد لتنفيذ عمليات عسكرية ضد متشددي حركة «طالبان» في مناطق القبائل (شمال غرب) خلال الشهور الأخيرة. وقال سنيلساير: «حولنا 188 مليون دولار الى إسلام آباد الأسبوع الماضي و468 مليوناً أخرى أول من أمس. ونراجع حالياً فواتير ومطالب أخرى خاصة بعام 2009 ونعمل على تسليمها». وتندرج هذه الأموال ضمن برنامج أميركي يحمل اسم «صندوق دعم التحالف»، ويهدف الى دفع أموال لدول تحملت نفقات في دعم عمليات مكافحة الإرهاب والمتشددين. الى ذلك، أفاد مسؤولون أميركيون بأن تقديرات الهجمات التي شنتها طائرات استطلاع من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في مناطق القبائل الباكستانية خلال العامين الماضيين أسفرت عن مقتل أكثر من 500 من المتشددين غالبيتهم من المستويات الدنيا وأقل من 30 مدنياً. ويقل ذلك كثيراً عن روايات صحافية باكستانية قدرت عدد قتلى المدنيين بأكثر من 600، علماً انه يصعب التحقق من الأرقام في ظل حظر دخول الغرباء المنطقة. في غضون ذلك، أعلن الحلف الأطلسي مقتل جندي ثالث في صفوفه في انفجار عبوة يدوية الصنع جنوبأفغانستان، علماً أن جنديين بريطانيين سقطا في جنوب البلاد أحدهما بعبوة يدوية الصنع والثاني في حادث سير في اليومين الأخيرين. على صعيد آخر، أفاد الطبيب السابق في الجيش الاميركي عرّف نفسه بحرف ام. فقط، في شهادة ادلى بها أمام محكمة جرائم الحرب في قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا، بأنه شاهد السجين الكندي عمر خضر معصوب العينين يبكي لدى تقييده الى باب زنزانة ذي قضبان حديد في معتقل باغرام الأفغاني حين كان عمره 16 سنة. وقال الطبيب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة: «نزعت العصابة التي غطت رأسه وسألته عما يوجعه وعن الادوية التي وصفت له. وحينها لاحظت انه كان يبكي»، مشيراً الى ان هذه المعاملة كانت شائعة لمعاقبة السجناء في باغرام خلال الفترة الاولى من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان، لكنه لم يعلم سبب معاقبة خضر. وأوضح انه عالج خضر من جروح أحدثتها طلقات رصاص وإصابات ناجمة عن شظايا في الفترة بين منتصف آب (اغسطس) ونهاية تشرين الاول (اكتوبر) 2002. وأعقب ذلك وصف محامي الدفاع باري كوبورن المعاملة التي لقيها موكله بأنها «مقززة وتمثل انتهاكاً وتعذيباً»، علماً ان المحكمة تنظر حالياً في ما اذا كان خضر أجبر قسراً على الاعتراف بأنه ألقى قنبلة يدوية ادت الى مقتل جندي أميركي لدى توقيفه في أفغانستان عام 2002، تمهيداً لبدء محاكمته في تموز (يوليو) المقبل. وفي بريطانيا، كسب ستة محتجزين سابقين في غوانتانامو دعوى قضائية ضد حكم سابق سمح للحكومة باستخدام ادلة سرية للدفاع عن نفسها ضد مطالبتها بدفع تعويضات تتجاوز 30 مليون جنيه استرليني. ويقاضي المحتجزون السابقون بنيام محمد الأثيوبي الاصل، وبشر الراوي، وجميل البنا الأردني الاصل، وريتشارد بلمار البريطاني الذي اعتنق الاسلام، والليبي عمر دغاييس (40 عاماً)، والزامبي مارتن موبانغا، السلطات البريطانية بتهم ممارسة أدوار في احتجازهم أو الفشل في منعه ومنع تعرضهم لسوء المعاملة.