ماذا عن دراما المغرب العربي؟ سؤال نطرحه في زمن الدراما حيث تزدهر في رمضان من كل سنة سوق المسلسلات التي على رغم غزارة عروضها تظلّ مشرقية، لا نتمكن خلالها من مشاهدة أعمال درامية من بلدان المغرب العربي الكبير تونس والجزائر والمغرب بالذات. نعرف أن البلدان الثلاثة تحقق أعمالاً سينمائية متقدمة فنياً، وذات مضامين حيّة، والنجاح السينمائي هو في ما نعتقد مؤشر لحيوية فنية تعيشها الدراما بالضرورة، فما الذي يحجب عنا تلك التجارب؟ لا نغفل هنا بالطبع اللهجة أو اللهجات، لكننا نعرف بحكم تجارب سابقة إمكانية تذليل تلك العقبة بالاعتياد وتكرار المشاهدة. ما نعتقده هنا أبعد من ذلك، وهو يقع في الموضوعات والمناخات الاجتماعية التي تعيشها بلدان المغرب العربي، والتي قد لا تنسجم تماماً مع مناخات وموضوعات بلدان المشرق، علماً ان هذه أيضاً ليست مشكلة عصية تضع دراما تلك البلدان خارج اهتماماتنا، نحن الذين نغرق اليوم في الدراما التركية المدبلجة والتي تغرق بدورها في موضوعات وحكايات أقرب الى الفانتازيا. هي بمعنى ما أزمة التباعد العربي التي تجعل كلّ طرف يغني على ليلاه أو بالأصح على دراماه الخاصة به، على رغم اقتناعنا بأهمية أن تحيط الدراما التلفزيونية بالحالة الاجتماعية لبلداننا. ففي الفن تتحقق الأهمية من المحلية تماماً، وبالطبع فإن تلك المحلية تحتفل أيضاً بما هو مشترك وهو كثير. الدراما المغاربية يمكننا اليوم وفي أي وقت مشاهدتها من فضائيات تلك البلدان. وما نشير إليه من غياب هو بالطبع غيابها عن الفضائيات المشرقية، خصوصاً الفضائيات الكبرى التي تستقطب في العادة الاهتمام والمشاهدات الكثيفة التي يمكنها أن تمنح العمل الدرامي شهرته وانتشاره، وتساهم بالتعريف بنجومه وممثليه في البلدان الأخرى. نحتاج الى مشاهدة عروض لدراما المغرب العربي، ونظن أن التنوع الذي تعيشه شاشتنا الصغيرة اليوم يسمح بذلك، بل هو يحرّض عليه، ما يفتح الباب لتنافس أكبر يمكن أن يثري التجربة الدرامية العربية في مختلف بلدان إنتاجها.