شن طيران حربي مجهول غارات عدة ليلة الأحد - الإثنين على معاقل تنظيم «داعش» في ضواحي مدينة سرت وسط ليبيا. وحلقت الطيارات على علو منخفض فوق المنطقة المستهدفة. وأفاد شهود بأن شوارع المدينة خلت أمس، من عناصر التنظيم. وأضاف المصدر ذاته أن حالة من الذعر أصابت قيادات وعناصر «داعش»، ودفعتهم إلى الاختباء بعد أن كانوا يتجولون وينفذون أحكامهم بكل حرية وسط الأحياء السكنية لمدة تخطت ال 6 أشهر. ولفت الشهود إلى مشاهدة تحليق لطائرات من دون طيار وأخرى حربية في سماء المدينة من دون تحديد هويتها. إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية في سرت أن عناصر من «داعش» خطفت 4 شبان بعد دهم منازل مواطنين في الحي رقم 2 ضمن عمليات البحث عن مطلوبين لدى التنظيم في المدينة. وأفادت المصادر بأن من بين من اعتُقلوا شاباً ينتمي إلى التيار السلفي، كان قد شارك في أحداث آب (أغسطس) 2015، حين شهد الحي اشتباكات بين «داعش» والأهالي. في غضون ذلك، شكت الجزائر إلى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، مارتن كوبلر تدهور الوضع الأمني في جارتها الشرقية، ودعته إلى الإسراع في إيجاد حل سلمي يتوافق حوله الليبيون. وقال كوبلر الذي زار الجزائر أمس، إن ليبيا «تعاني من مشكلة معقّدة نظراً إلى توسّع تنظيم «داعش» على أراضيه». وذكر انه يجب «تسجيل تقدم بدعم من المجتمع الدولي وبخاصة الجزائر» لتسوية الأزمة الليبية. وكانت الجزائر علقت الرحلات الجوية بين مطار الجزائر ومطار طرابلس وأوقفت عبور الرعايا المغاربة في اتجاه ليبيا، ومنع وصول الأجانب إلى الحدود الليبية. وأوضح المبعوث الدولي عقب محادثاته مع وزير الشؤون المغاربية الجزائري عبد القادر مساهل إن ليبيا تتشارك بحدود طويلة مع الجزائر، ما يمكن أن يؤدي إلى بروز مشكلة أمنية ووضع «غير شرعي» نظراً إلى «الفراغ السياسي والعسكري» فيها. وذكرت مصادر مأذونة في الجزائر إن الأخيرة رفضت فتح مجالها الجوي أمام تدخل عسكري دولي في ليبيا، لكن هذه المعطيات لم تؤكدها الجزائر ولم تنفها. وذكر كوبلر أن هذا البلد يعاني من مشكل «معقّد» نظراً إلى توسع «داعش» وتدهور الوضع الإنساني والمالي تدريجياً. وأضاف: «تطرقنا إلى المشكل الأمني وخصوصاً كيفية التقدم في المسار السياسي من خلال تنصيب حكومة في طرابلس وليس في مناطق أخرى». وتابع: «على الحكومة أن تخدم الشعب ويجب أن تكون مستقرة في العاصمة بإدارتها المكونة من تكنوقراطيين». وقال: «لذلك من المهم تشكيل حكومة و تعزيز موقف رئيسها والتوجه إلى طرابلس». وفي سؤال حول قرار الاتحاد الافريقي تعيين مجموعة تضم 5 رؤساء دول للمساعدة على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، رأى كوبلر أنه من «الضروري» اشراك الإتحاد الأفريقي في المحادثات. وأضاف: «عقدنا اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا وأعتقد بأنه من الجيد التقدم على أساس نموذج روما وإدراج الدول المجاورة الواقعة في الجنوب على غرار التشاد والنيجر والسودان». إلى ذلك، أعرب وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان عن قلقه الشديد إزاء ترسخ «داعش» في ليبيا، محذراً من خطورته على أوروبا. وقال لودريان إن «داعش» يتمركز على نحو 300 كيلومتر من الشواطئ. إنه اليوم على بعد 250 كيلومتراً من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وعندما يتحسن الطقس سيعبر مقاتلو «داعش» إلى أوروبا من طريق جموع اللاجئين». إلى ذلك، يلتقي في روما اليوم ممثلو 23 دولة من بينها 8 دول عربية، إضافة إلى الأممالمتحدة ومفوّضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، لبحث السبل المناسِبة للتدخل عسكرياً لمواجهة «داعش» ودعم الحكومة الوليدة في ليبيا ووقف زحف التنظيم الإرهابي إلى البلد الشمال الأفريقي الذي يشهد حرباً أهلية طاحنة منذ سنوات بعد انهيار نظام معمر القذافي. ويُنتظر إقرار إناطة مهمّة التنسيق الدولية في هذا الإطار إلى إيطاليا. ويُتوقع أن تشهد روما أيضاً، على هامش هذا الاجتماع، لقاءً تشاورياً للدول المنضوية تحت لواء التحالف الدولي ضد «داعش» في سورية والعراق. وأعلنت الخارجية الإيطالية أن الوزير الإيطالي باولو جينتيلوني أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، في شأن الاستعدادات لانعقاد المؤتمر اليوم وجدول أعماله. وسيكون الاجتماع برئاسة جينتيلوني وكيري بحضور عدد كبير من وزراء خارجية الدول ال 23.