أغلق الجيش الإسرائيلي امس مدينة رام الله في الضفة الغربية، ومنع سكانها من مغادرتها كما منع غير سكانها من الدخول إليها، في خطوة أعادت إلى الأذهان سياسة الإغلاقات التي اتبعتها إسرائيل في الانتفاضة الثانية، والتي أعادت الناس إلى الوسائل البدائية في التنقل مثل استخدام الدواب والعربات. وجاء إغلاق رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، عقب قيام شرطي فلسطيني أول من أمس بهجوم مسلح على عدد من الجنود على حاجز عسكري قرب بيت إيل على المدخل الشرقي لمدينة رام الله. وأعلن جيش الاحتلال إغلاق المدينة في ساعات الصباح الأولى، وأقام حواجز عسكرية جديدة على جميع المداخل، وأعاد تشغيل الحواجز العسكرية القديمة الثابتة لساعات قبل أن يعيد فتح المدينة. وقالت ناطقة باسم الجيش لوكالة «فرانس برس»: «وفقاً لتقويم الوضع بعد هجوم بيت إيل (أول من أمس)، تم اتخاذ إجراءات أمنية في المنطقة، وسيسمح فقط للمقيمين في رام الله بدخول المدينة»، موضحة أن المنع سيظل سارياً وفق تقويم القوات الإسرائيلية للوضع. وأدى الإغلاق إلى اكتظاظ كبير للسيارات أمام الحواجز العسكرية وخلو الطرق المؤدية إلى المدينة من المارة. كما أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق حاجز بيت إيل بصورة نهائية حتى إشعار آخر. وأكد ديبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس»، أن القيود على حركة الفلسطينيين «ستؤثر في قدرتنا على التفاعل». وأضاف: «تم إلغاء عدد من الاجتماعات لأن نظراءنا الفلسطينيين لم يتمكنوا من الوصول إلى موقع الاجتماع». وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري ل «الحياة»، إن الإغلاق يشكل «عقوبة جماعية» للمواطنين. وأضاف أن «قيام رجل شرطة بإطلاق النار على الجنود حادث فردي، وقد يحدث في أي شرطة أو جيش، بما فيها الجيش الإسرائيلي، ولا يستدعي فرض عقوبات جماعية». وأثار إغلاق المدينة على سكانها ومنع بقية سكان الضفة الغربية من الوصول إليها، ذكريات قاسية عاشها الفلسطينيون في الانتفاضة الثانية، عندما أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المدن والقرى، ما جعل المواطنين يستخدمون وسائل تنقل بدائية، مثل الدواب عبر الجبال والسهول والوديان. ووقعت أمس اشتباكات عدة في الضفة أسفرت عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى، ففي محافظة طولكرم، استشهد الشاب أحمد حسن توبة (19 عاماً) من بلدة كفر جمال بعد محاولته طعن مستوطنين أمام مستوطنة «سلعيت» المقاومة على أراضي البلدة والبلدات المجاورة. وقال أطباء في مستشفى طولكرم الحكومي إن الشاب أصيب بخمسة أعيرة نارية في الرأس والصدر. وفي مدينة الخليل، اعتقل الجنود فلسطينياً بحوزته سكين قالوا إنه كان يخطط للقيام بعملية طعن. واعتقل الجيش الإسرائيلي في ساعات فجر أمس 17 شاباً في الضفة، بينهم فتيان في السادسة عشرة من مدينة القدس.