أحيى قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وضع مادة في الدستور تعتبر اللغة الأمازيغية لغة رسمية في الجزائر، آمال الأمازيغيين حول العالم، خصوصاً في ليبيا. ويأتي موقع ليبيا الحساس وزيادة المخاوف بشأن تمدد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في ليبيا ليزيد العبء على الأمازيغ، بعدما حاول «داعش» في مناسبات عدة استمالتهم في ليبيا والجزائر على وجه الخصوص. ويتواجد الأمازيغ بكثافة في ليبيا في مناطق سلسلة «أدرار نفوسة» وقبائل «نفوسة» التي تسكن مدينة زوارة الساحلية، بالإضافة إلى غدامس وغات و أوباري ووادي عتبة وسوكنة واوجلة والفقهة ونسبة صغيرة في واحة جغبوب، ويتراوح تعداد الأمازيغ في ليبيا مابين ثلاثة إلى عشرة في المئة من التعداد السكاني العام لليبيا. وعلى رغم أن أمازيغ ليبيا يمثلون أقلية، إلا أنهم برزوا في الآونة الأخيرة وطفوا على سطح الأحداث بعد الثورة الليبية التي أطاحت بنظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. وبات للأمازيغ دورا في «ليبيا الجديدة»، بعدما انتخب المؤتمر الوطني العام الليبي، نوري ابوسهمين رئيسا انتقالياً خلفا لمحمد المقريف الذي استقال بعد المصادقة على قانون يقصي المسئولين السابقين في نظام القذافي. ويعد نوري ابوسهمين الأمازيغي الأول الذي يتولى مسؤولية سياسية عليا في ليبيا، بعدما فاز في الجولة الثانية من الانتخابات ب 96 صوتا من أصل 184 على الشريف الوافي. وكان أمازيغ ليبيا قد رفضوا مشروع مسودة قانون انتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور اعتراضا على ما اعتبرته «تمثيلا شكلياً» لمكونات المجتمع، قبل أن يصوت عليه المؤتمر الوطني العام «البرلمان» في صورته النهائية. ويعتبر أمازيغ ليبيا تدريس الأمازيغية في المدارس الحكومية الليبية مكسبًا مهمًا، ويرى بعضهم أنه من أهم المكاسب التي حققتها الثورة. وصاروا يطالبون بإدماجها في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية وجعلها لغة رسمية بالتوازي مع اللغة العربية. وفي العام الماضي، حاول «داعش» استمالة الأمازيغ، بعدما بث مقطع فيديو باللغة الأمازيغية على أحد المواقع المٌتشددة، تحت عنوان «رسالة إلى إخواننا الموحدين»، وبدأ التسجيل بعبارة «فيديو لإعلام ولاية طرابلس التابعة لداعش»، وخاطب أحد الملثمين في الفيديو الطوارق قائلاً: «إن رسالته موجهة إلى الأمازيغ في ليبيا ومالي والجزائر، وآن الأوان لمبايعة دولة الخلافة، لأنَّ هذه الدولة تختلف عما يقوله الناس عنها». وبات التنظيم الآن يسيطر على مساحات واسعة في ليبيا وتحديداً في مناطق درنة وسرت وبنغازي، وتبنى أخيراً عدداً من العمليات، كتفجير القبة، في شهر شباط ( فبراير) العام الماضي، والذي أودى بحياة العشرات من الليبيين، بالإضافة إلى عملية إعدام الرهائن المصريين. وألغى الأمازيغ في ليبيا العام الحالي احتفالات رأس السنة الأمازيغية بسبب أحداث زليتن والسدرة وأوباري. وقال رئيس «المجلس الأعلى للأمازيغ» خيري الهاميسي: «اكتفينا بإقامة ملتقى ثقافي بمنطقة كاباو من دون أي مظاهر للاحتفال»، مٌبيناً أن عدم الاحتفال بالمناسبة كان توجها عاما من جميع مناطق الأمازيغ. يُذكر أن أبرز اثنين من الأعضاء المؤسسين والفاعلين في حزب «البعث العربي الاشتراكي» غير المعترف به في ليبيا في عهدي الملك إدريس السنوسي ومن بعده القذافي، كانا أمازيغيين وهما: ابراهيم حافظ وعياد العزابي.