تجمهرت دور الأزياء العالمية، في أسبوع الموضة الأم، الذي يخطف الأضواء بصرف النظر عن أسابيع الموضة الكبيرة التي تدور جول العالم. حطت الأزياء الراقية للموسم المقبل بثقلها على خشبات عروض باريس، افتتحتها دار «فيرساتشي» التي قدّمت مجموعة الفساتين الضيقة والمشبكة التي تذكّر ببيوت العناكب. وركّزت على السراويل الضيقة جداً التي كانت رائجة في الثمانينات مع سترات قصيرة وكعوب عالية أبرزها باللون الأبيض. وتضمنت المجموعة أيضاً فساتين براقة وأخرى بيضاء طويلة أو سوداء مفتوحة على الفخذ. وقدّمت دار رالف أند روسو Ralph & Russo مجموعة مميزة من الفساتين بدا كل منها تحفة قائمة بذاته لما يحمله من تفاصيل وتطريزات تنمّ عن حرفية كبيرة. وجاء عرض دار «ديور» Dior راقياً، في التصاميم التي قدمها المصمم السويسري سيرج روفيو وزميلته لوسي ميير، فبدا الوفاء ل «سيمونز» جلياً في التصاميم، إذ جاءت معظم الأزياء عصرية، من دون أن تخلو من روح الدار العريقة، فظهرت الخصور الضيقة والتايورات التي تذكّر بإرث الدار وبخاصة الجاكتات و المعاطف. وفي عرض شانيل قدّم كارل لاغارفيلد مجموعته لامرأة ذات روح شبابية تتمتع بأنوثتها ممزوجة بالفتنة والذكاء. وخاطب إيلي صعب المرأة التي تسعى دوماً إلى تألق منقطع النظير بإطلالة طبيعية ولمسات عصيّة على التقليد. وكرّس ستيفان رولان بصماته في التلاعب بالأقمشة والألوان محافظاً على الروح العامة لتصاميمه التي يتقن فنّ تطويعها. وأبدع جورج حبيقة، بتطويع الزهور حتى جاءت تصاميمه ربيعية بامتياز، غنية بالألوان والأقمشة المطبّعة برسومات الزهور وحبيبات اللؤلؤ التي تذكّر بقطرات الندى. وعكست تصاميم طوني ورد حركة الهواء والدخان التي برزت من خلال التطريزات المتموجة والداكنة وزُينت بها حواف فساتين السهرة الطويلة التي غلبت على العرض. ألوان الموسم المقبل، زاهية، بمعظمها ذات خلفية بيضاء أو فضية، تحضّر لإطلالات راقية بألوان باردة تقمع قيظ الصيف، تحاكي المرأة التي تضج بالأنوثة فتضفي رونقاً على التفاصيل الهادئة من دون أن تضغط على المرأة التي تحب الألوان الصارخة.