يظهر أن مقالتي المنشورة في عدد الجمعة الماضي والمعنونة ب«أنا رئيس فاشل»، قد فُهمت تماماً بعكس هدفها المنشود، إذ كان الهدف الأوّل منها هو الدفاع عن كل رؤساء الأندية بشكل عام، ورؤساء الأندية التي تنطبق عليها السيناريوهات الثلاثة التي ذكرتها في تلك المقالة بشكل خاص. والهدف الثاني والأهم، هو الخروج من بوتقة الوصاية التي تخنع لها أنديتنا وجماهيرها، والتي أصبحت تعتمد على تبّرع فلان، وتفضّل علاّن، ورضاء فلتان، وبغير هؤلاء، فلن تقوم قائمة لهذه الأندية ورؤسائها وأعضاء إداراتها وفرقها الرياضية بل وجماهيرها المقهورة، وستبقى البطولات حكراً على من لديهم فلان متبرع، وعلاّن متفضّل وفلتان راضٍ عنهم كل الرضا. وصلتني نحو أربع رسائل غير مباشرة، يزعم ناقلوها (وهم ذوو مصداقية عندي)، أنّ رؤساء هذه الأندية عاتبون عليّ عتباً شديداً، بل وهم يستغربون أن أنتهج أنا بالذات مثل هذا النهج الشرس ضدّهم وفي حقّهم، وأنا شخص قد عشت جو إدارة الأندية ولا أزال. ومن هذا المنبر، أعبر عن أسفي إن كانت هناك مفردة أو معنى وجدوه جارحاً لمشاعرهم في تلك المقالة، بل وأشدّد على أن الرؤساء الأفاضل غالباً ما يكونون أكثر الأشخاص معاناةً وتضحيةً في غالب الأندية السعوديّة. وأغلبهم يضحّون بجلّ أوقات أعمالهم وراحتهم وبكثير من أموالهم، بل وفي كثير من جوانب حياتهم الخاصة ومشاعرهم ومشاعر المقربين منهم، من أجل خدمة هذه الأندية ومن أجل جماهيرها، وهذه أمور، أقولها هنا، وأنا أعرف أنني لم آتِ بجديد، ولكنه من الأدب «بروتوكولاً» مع هؤلاء الأفاضل، أن أوضّح لهم مغزى المقالة، ليس استهانةً بمفهوميتهم وفطنتهم الأدبية، ولكن للتأكيد على أنني لم أقل شيئاً يسيء إليهم، بقدر ما كنت منبرياً للدفاع عنهم وعن حقوقهم بشكل عام. طريقة سرد تلك المقالة كانت بصيغة معينة، وكأن الذي يتحدّث هو رئيس ذلك النادي الذي يدافع عن نفسه من كلمة «يا فاشل»، التي كثيراً ما أطلقها عليه بعض الحمقى الذين يجهلون ما كان وما زال يعانيه هذا الرجل. ولو كلّف أي من الرؤساء العاتبين نفسه بقراءة تلك المقالة لوحده، ومن دون أن يأخذ آراء بعض الجهّال ومحبّي البلبلة، لوجد أنّها مقالة تقف معه بكل حرف من حروفها، ولو دقّق قليلاً على معاني ما بين السطور، لفهم المغزى منها، بلا تدخّل «المفسرين». الطريف في الأمر، أن ثلاثة من الأندية الأربعة التي وصلني عتب رؤسائها، لم تكن أصلاً ضمن الأندية المصنّفة تحت السيناريوهات الثلاثة! ولو كان أي منهم يعاني بالفعل أياً من المشكلات المذكورة في تلك السيناريوهات، بعيداً عن عيني وبعيداً عن أعين الإعلاميين، فما المشكلة من أن يقوم كاتب مقالة من إثارتها في مقالة تتناول وضعاً عاماً ولم تخصص نادياً بعينه أو تسمّي رئيساً بعينه؟! إن كانت كلمة «فاشل» هي الكلمة التي استفزّت هؤلاء الأفاضل، وأعمت بصائرهم عن بقية ما ذُكر في المقالة، فهو أمر مؤسف أن نكون عاطفيين إلى هذه الدرجة المتطرّفة التي لا تترك للمرء حتّى فرصة إكمال سماع أو قراءة الآراء الأخرى بصدر وعقل منفتحين. والحق، أن كل رئيس نادٍ مكث في منصبه ولو دقيقة واحدة، وحمل على عاتقه عبء الرئاسة، يحق له أن يقول عن نفسه «أنا رئيس ناجح»، ولو لم يوفق في تحقيق ما تمنّى. [email protected]