استغرب رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط، «رد الفعل الذي صدر إزاء بعض الملاحظات الهامشية التي قدمناها حول الجمهورية الإسلامية في إيران، ودورها في تعطيل الانتخابات الرئاسية». وكان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، علّق على موقف أدلى به جنبلاط سابقاً، وانتقد فيه «طاولة الحوار الوطني»، معتبراً أنها «أصبحت مثل هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران، وتبقى كلمة السر الديموقراطية طبعاً من المرشد ولعيونك». وقال نصرالله في كلمته ليل أول من أمس: «إيران تحت الصواريخ وقصف المدافع لم تعطّل انتخاباتها في يوم من الأيام ولم تؤجلها، في الوقت الذي بعض أصدقائكم وأحبائكم ما أجروا انتخابات بحياتهم. فرجاء، كل واحد يعرف حجمه جيداً عندما يود الحديث عن الجمهورية الإسلامية والديموقراطية فيها، ولنضع أقدامنا على الأرض ونرَ مشاكلنا ونذهب الى حلّها... يا ليت تصبح طاولة الحوار هيئة مجلس تشخيص مصلحة نظام، فمجلس تشخيص مصلحة النظام وضع لإيران ما يسمى باستراتيجية لما تتطلع إليه إيران بعد 25 سنة. ونحن في لبنان نشبّه حالنا بمجلس تشخيص مصلحة النظام، ولا نعرف كيف نحل مشكلة النفايات التي بشوارعنا وطرقنا، ويكفي هذا المقدار». وقال جنبلاط في موقف نشره موقع «الأنباء» التابع للحزب التقدمي الاشتراكي غداة كلام نصرالله: «كم أشعر بالأسف والأسى أن يكون كلامي الملطف والساخر عن إيران خدش شعور بعضهم في مكان ما، إذ تنطبع في ذاكرتي من اللقاءات العديدة التي سبق أن جمعتني مع السيد نصرالله، صورة تعكس رباطة جأشه وروح الفكاهة السياسية لديه، فضلاً عن قدرته العالية على الاحتمال والصبر، وهو الذي واجه الاحتلال الإسرائيلي وقاد حرباً قاسية لصد العدوان في العام 2006 ضد لبنان». وأضاف: «إذا كنا وضعنا علامات استفهام حول الديموقراطية غير المباشرة القائمة في إيران نتيجة تعدّد المجالس، من مجلس الشورى إلى مجلس صيانة الدستور إلى مجلس خبراء القيادة إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى العديد من الآليات الأخرى، فضلاً طبعاً عن حرس الثورة الإسلامية، فسبب ذلك أننا لا نريد أن تنتقل الديموقراطية اللبنانية، على هشاشتها، رويداً رويداً لتماثل تلك الديموقراطية الإيرانية. وإذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية كما تقولون، فيحق لأي مواطن أن يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في المجلس النيابي لانتخاب رئيس لبناني طالما أن (قوى) 8 آذار تفاخر بأن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى خطها السياسي، وهنيئاً لها بذلك؟ أليس السيد عبدالأمير اللهيان هو الذي قال فليتفق اللبنانيونوإيران تدعم هذا الاتفاق، وبالتالي هذا الاتفاق اللبناني أصبح أكثر قابلية للتحقق طالما أن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى فريق 8 آذار». وأضاف جنبلاط: «وربما تيّمناً بالديموقراطية الإيرانية، فإن اشتراط تحقيق النتائج من الانتخابات الرئاسية سلفاً قبل تأمين النصاب في جلسة الانتخاب، يعني عملياً تحديد النتائج وثم الذهاب لممارسة الاقتراع الشكلي. وهذا يُماثل حال غربلة الأصوات التي تقوم بها المجالس الديموقراطية المتعددة في طهران، فتستبعد هذا المرشح وتقصي ذاك وتقبل بذلك، وغنيٌ عن القول أن القدرات اللبنانية سياسياً واقتصادياً لا تماثل القدرات الإيرانية التي تُفتح لها أبواب الغرب بصفقات ببلايين الدولارات، لكن للتذكير، فإن هيئة تشخيص مصلحة النظام، عفواً هيئة الحوار الوطني، هي التي كلفت رئيس الحكومة تمام سلام والوزير أكرم شهيب بالإجماع، إيجاد حل لقضية النفايات. فالقوى السياسية من دون استثناء عطلت الخطة الأولى لإيجاد مطامر صحية للتخلص من هذه المشكلة في شكل جذري، ما دفع بالأمور نحو الترحيل». وخلص الى أن «انتقاد إيران وبعض مواقفها، كما انتقاد أميركا وروسيا أو أوروبا في لحظات معينة، لا يهدف إلى تعزيز مفهوم النكد السياسي كما قد يعتبره بعضهم، لكنه يدخل في إطار حرية التعبير عن الرأي والديموقراطية التي لا شك في أن حزب الله يحترمها ويقدّرها عالياً». ... جعجع: لينزل إلى البرلمان طالما حقق ربحاً أثارت المواقف التي اطلقها ليل أول من أمس، الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله في شأن الانتخابات الرئاسية في لبنان، ردود فعل، أبرزها من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وشخصيات في قوى 14 آذار. وكان نصر الله أكد التزام حزبه ترشح النائب ميشال عون إلى الرئاسة، معتبراً أنه «يوجد حال واحدة بأن يأتي عون ويقول: أنا لم أعد مرشحاً، حينها لنا حريتنا نحن وكل الفريق الذي التزم كالتزامنا». لكن نصرالله دعا «إلى المزيد من الحوار والتواصل والنقاش، وعدم الاستعجال وحرق الوقت، فالموضوع على درجة عالية من الحساسية، ويجب أن نسعى جميعاً إلى تفاهم حقيقي ورئيس تكون لديه أكبر نسبة من التأييد ليقدر أن يدير البلد». ودعا إلى أن «ينعقد المجلس النيابي، وينتخب عون رئيساً، وننزل، ونشارك بالجلسة، وننتخب ولا نريد تعديلات دستورية، ولا مؤتمراً تأسيسياً، وتحت الطائف، وبسلّة وبغير سلّة نحن جاهزون، واتكلوا على الله»، مؤكداً أن «لا مشكلة لدينا بأن تنتخبوا رئيساً من دون سلة، هي السلة لكم وليست لنا، على كل حال نحن أخذنا ما نريد من هذه السلة طالما المرشحان الأساسيان المحترمان العزيزان باتا من هذا الفريق السياسي. حينما تكلمت عن السلة فذلك لنسهل أمور البلد». وسأل جعجع: «إذا كان نصرالله يعتبر أن فريقه حقق ربحاً سياسياً في الترشيحات الرئاسية، فلماذا لا ينزل فريقه إلى جلسة 8 شباط ويترجم هذا الربح السياسي؟ أما قوله إنه إذا انعقد المجلس النيابي غداً لانتخاب عون، فنحن جاهزون للمشاركة، فهذا أمر يتعلق بهم، لأن المرشح الآخر للرئاسة (فرنجية) من صفوفهم، وهو أكد (في تعليق ليلي على كلام نصر الله) البارحة تحديداً أن نصرالله هو سيد الكل». وتوقف عند كلام نصرالله أنهم «لا يستطيعون فرض أي شيء على حلفائهم» وسأل: «أين كان من هذا القول عندما فرضوا على غير حلفائهم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة؟». ورأى وزير السياحة ميشال فرعون عبر إذاعة «صوت لبنان»، أن «الرئيس التوافقي قد يلاقيه رئيس حكومة توافقي، وإذا كان الرئيس العتيد من 8 آذار فيجب أن يكون رئيس الحكومة من 14 آذار»، مشدداً على ان «لبنان لا يبنى بموقف الغالب والمغلوب، ولا رئيس من دون استكمال التوافق». واستبعد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ياسين جابر انتخاب الرئيس في جلسة 8 شباط. وقال ل «صوت لبنان» إن «العلاقة بين الحلفاء تقوم على احترام اختلافِ وجهات النظر وليس على الضغط والتهويل». وسأل: «لماذا لم يقنع حزب القوات حليفَه الكتائب بتبني ترشيح عون في حين تتم دعوة حزب الله إلى الضغط على الرئيس نبيه بري لتأييد عون؟». وأكد «وجود تنسيق بين بري والنائب وليد جنبلاط في الملف الرئاسي»، وشدد على أهمية أن يأتي انتخاب الرئيس «ضمن سلة متكاملة تضمن عدم عرقلة تأليف الحكومة لاحقاً، وإلا فإننا نكون نقلنا الفراغ من سدة الرئاسة إلى موقع الحكومة». ورأى عضو كتلة «القوات» النيابية فادي كرم أن في كلام نصرالله «لم تكن هناك خطوة باتجاه ملف الرئاسة. والمسؤولية اليوم بيد حزب الله، وطالما قال إن لا نصاب إلا بالاقتناع بعون، فليرتب أموره». وقال: «لا نريد سلة تثبت سلاح حزب الله أو مشروعه، سلتنا طرحت، ومن لديه ملاحظات فليعرضها». واعتبرت النائب بهية الحريري خلال لقائها فاعليات وهيئات بيروتية، أن الرئيس سعد الحريري «أثبت أنه خير من يمثّل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تحمّل الكثير خلال مسيرته، كما فعل سعد دائماً، إذ آثر التنازل من أجل التوازن الوطني، إن مع الحلفاء أو مع الخصوم، وكان آخره تحريك المياه الراكدة في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية بمبادرة جريئة ألزمت الجميع بالخروج من سياسة التعطيل إلى سياسة التفعيل». ونوهت باستئناف جلسات مجلس الوزراء، وشددت على وجوب «أن نحافظ قدر الإمكان على الاستقرار ولغة الحوار والتواصل. هذه ثوابتنا ولن تتغير».