شددت دول عربية وإسلامية ومنظمات وهيئات دولية على مساندة المملكة في حربها ضد التطرف والإرهاب بصوره وأشكاله كافة، معربين عن تضامنهم مع المملكة في ما تتعرض له من هجمات من بعض العناصر المتشددة والإرهابية. وجددوا أمس (الجمعة) تأكيد إدانتهم الشديدة للهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجداً في محافظة الأحساء ظهر أمس، وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين. ووصفت الحكومة الأردنية الهجوم ب«الإجرامي»، معربة على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، في بيان رسمي (أمس)، عن إدانتها الشديدة لهذه العملية الإرهابية. وقال المومني «إن الهجوم الإجرامي الذي استهدف الأبرياء في مسجد الرضا يثبت مجدداً أن الإرهاب الأعمى لا يستثني أحداً، ويستهدف الجميع»، مؤكداً «وقوف الأردن قيادة وشعباً بجانب السعودية ضد كل عمل إرهابي يستهدف أمنها واستقرارها»، مقدماً باسم حكومة بلاده التعازي والمواساة إلى حكومة المملكة وإلى أسر الشهداء، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. كما دانت البحرين بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجداً بمحافظة الأحساء بالمملكة، وأودى بحياة عدد من الأشخاص الأبرياء وإصابة آخرين، معربة عن بالغ التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وذويهم، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين جراء هذه الجريمة النكراء، التي لا تمت إلى أي دين بصلة، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. وأوضحت وزارة الخارجية البحرينية في بيان أمس(حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن «البحرين إذ تثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، وحرصها الشديد على كل ما من شأنه تعزيز أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية، وخير ورفاهية شعوبها، ومعالجة المشكلات والأزمات الدولية، وعلى رأسها الإرهاب، فإنها تؤكد ثقتها بأن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تنجح أبداً في زعزعة السلم الأهلي أو إحداث فتنة أو خلاف بين أبناء الشعب السعودي الواحد». وأضافت أن «مملكة البحرين تؤكد موقفها الراسخ الداعم للمملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لترسيخ الأمن وبسط الاستقرار في جميع أنحاء المملكة، باعتبار أن ذلك ركيزة استراتيجية لتحقيق الأمن في المنطقة والعالم بأسره، مجددة موقفها الثابت المناهض للإرهاب بأشكاله وصوره كافة، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وتضامنها مع جهود المجتمع الدولي للقضاء على تلك الآفة الخطرة التي تهدد دول العالم وشعوبه». وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير، وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أمس أن «هذا العمل الإجرامي يتنافى مع كل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والديانات السماوية»، معربة عن «ثقتها بقدرة الأجهزة الأمنية السعودية على رصد وإبطال مثل هذه الأعمال الإجرامية، وتقديم المجرمين للعدالة». وأكد البيان وقوف قطر بجانب المملكة وتأييدها الكامل لكل الإجراءات التي تتخذها من أجل تعزيز الأمن والاستقرار. وعبّر البيان عن تعازي قطر الخالصة لذوي الشهداء وللحكومة والشعب السعودي، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. وفي القاهرة دان شيخ الأزهر الشيخ الدكتور أحمد محمد الطيب الهجوم الذي استهدف مسجد الرضا، وقال في بيان له أمس: «يعرب الأزهر الشريف عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي الأثيم الذي استهدف مسجد الرضا بمنطقة محاسن بالأحساء في المملكة، وأسفر عن استشهاد أبرياء وإصابة آخرين، ويستنكر تلك الهجمات البغيضة التي تنتهك حرمات بيوت الله عز وجل، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل». وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت تمكنها من الحيلولة دون دخول شخصين انتحاريين إلى مسجد الرضا بحي محاسن في محافظة الأحساء، أثناء أداء المصلين صلاة (الجمعة) أمس. وأوضح المتحدث الأمني للوزارة في تصريح - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن «رجال الأمن تمكنوا من رصد الشخصين الانتحاريين أثناء توجههما إلى المسجد، وعند مباشرة رجال الأمن في اعتراضهما بادر أحدهما بتفجير نفسه في مدخل المسجد، فيما تم تبادل إطلاق النار مع الآخر وإصابته والقبض عليه، وضبط في حوزته حزام ناسف». مفتي مصر: منفذو هجوم الأحساء ملعونون في الدنيا والآخرة دان مفتي مصر الدكتور شوقي علام عملية تفجير مسجد الرضا في منطقة محاسن بالأحساء في المنطقة الشرقية خلال صلاة (الجمعة) أمس، واصفاً مرتكبيها ب«الفجرة». وأكد في بيان أن «هؤلاء الفجرة لم يراعوا حرمة بيوت الله وسعوا في خرابها، كما أنهم يشعلون نار الفتنة بين المسلمين، فأصبحوا ملعونين في الدنيا والآخرة، والله تعالى يقول: «وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى في خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ». وأضاف: «إن المتطرفين يسعون لنشر الفتنة الطائفية، لتدخل المنطقة بأسرها في أتون الحرب الطائفية التي ستقضي على الأخضر واليابس، في ظل انتشار الجماعات الإرهابية التي تسعى لإضعاف أوطاننا وبث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، لتبرير سياسات القتل والذبح والتفجير والإرهاب التي تنتهجها باسم الدفاع عن العقيدة». وطالب المفتي الشعب السعودي «بالوقوف صفاً واحداً أمام دعاة الفتنة والمحرضين عليها، ليقطعوا الطريق على هؤلاء المفسدين في الأرض، ويحفظوا وحدة بلادهم وأمنها»، معرباً عن خالص العزاء في ضحايا الحادثة الإرهابية، وداعياً الله أن يتقبلهم عنده ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.