أنهى فريق طبي من مستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني، معاناة سيدة كانت تعاني من مرض معروف ب «القرنية المخروطية المتقدم»، أصاب كلتا عينيها. وكانت في مراحل متقدمة من المرض، وبخاصة في عينها اليسرى.وقال رئيس الفريق الطبي المعالج استشاري الشدفة الأمامية وطب وجراحة عيون الأطفال والتهابات الطبقة الأمامية الدكتور عادل اللحيدان: «إن المريضة راجعت عيادة العيون، وهي تعاني من مرض «القرنية المخروطية»، وهو مرض يحدث فيه تحول تدريجي في شكل القرنية، من الشكل الكروي إلى شكل مخروطي مشوه، يؤثر في شكل كبير على الرؤية. ما استلزم إجراء عملية جراحية لها، وزرع قرنية جديدة، من خلال عملية تجرى لأول مرة في المستشفى، ما يُعد إنجازاً طبياً جديداً». وأوضح اللحيدان، أن المريضة كانت «لا ترى إلا بنسبة 20 على 400، وهو قياس ضئيل جداً، لذا تم توفير القرنية البديلة خلال وقت قياسي، وأدخلت غرفة العمليات لتخرج بعد ساعة ونصف الساعة، بقرنية جديدة»، متوقعاً أن «يبدأ التحسن في النظر تدريجياً خلال الأشهر القليلة المقبلة. ووضعت على علاج منتظم، ومتابعة دورية»، مضيفاً سيتم «إزالة الخيوط في شكل اختياري بعد أربعة أشهر، وستتخلص من الخيوط في شكل كامل خلال سنة من العملية». ولفت إلى أن هذا المرض «يميل إلى التطور التدريجي باتجاه الأسوأ في شكل بطيء خلال سنوات عدة، وتختلف النهاية التي يؤول إليها من حالة إلى أخرى، إذ يمكن أن يتوقف تطور الحالة عند مرحلة بسيطة، يمكن تصحيح الرؤية فيها باستخدام النظارة. ويمكن أن يستمر التطور إلى درجة لا تفيد فيها أية معالجة، سوى جراحة زرع القرنية، التي تعتمد على استبدال القرنية بأخرى بشرية مقطوفة من شخص متوف حديثاً، وأجري عليها اختبارات دقيقة، لتحديد سلامتها، وخلوها من الأمراض المعدية، ومحفوظة في وسط يحافظ عليها لمدة تزيد عن شهر». ويتمتع زرع القرنية بنسبة نجاح عالية، قد تفوق نجاح زرع أي عضو آخر من أعضاء الجسم. إلا أن اللحيدان أرجع صعوبة إجراء مثل هذا النوع من العمليات إلى «عدم توفر القرنية المتبرع بها، إلى جانب وجوب إجادة دقة العمل في قطع منتصف القرنية. وتواجه الأطباء صعوبة أخرى تتجسد في عملية دقة الخياطة والتي يجب أن تكون بحرفية ومهارة عالية جداً».