أرجأ القضاء البلجيكي «لأسباب امنية» الى اليوم محاكمة شبكة لتجنيد جهاديين للقتال في سورية، ضمت عضوين على صلة ببعض مرتكبي اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي أسفرت عن 130 قتيلاً. وحذر رئيس محكمة الاستئناف بيار سان ريمي من تأجيل المحاكمة إلى «أجل غير مسمى إذا لم تكن التدابير كافية اليوم». واستهلت التحقيقات في شأن الشبكة في نيسان (أبريل) 2012، استناداً الى تقرير استخباراتي أشار الى عقد «اجتماعات تخريبية ذات توجهات جهادية» في شقة بحي مولنبيك الشعبي في بروكسيل بحضور شخص يدعى خالد زرقاني على صلة بالبلجيكي المغربي جلال عطار الذي أوقف في مدينة الدار البيضاء المغربية في 15 الشهر الجاري لارتباطه «ببعض منفذي اعتداءات باريس». وتوجه عطار الى سورية في ايلول (سبتمبر) 2012 مع شكيب عكروه، أحد منفذي اعتداءات باريس والذي فجر نفسه لدى اقتحام الشرطة شقة في سان دوني شمال باريس بعد خمسة ايام من الاعتداءات. وانضم اليهما عبدالحميد اباعود الذي شارك في اعتداءات باريس، وقتل ايضاً في سان دوني، وكذلك الهارب الياس محمدي المقرب من عكروه ومحمد عبريني الذي يشتبه في انه شارك في رصد مواقع التفجير في باريس مع صديقه صلاح عبدالسلام الفار ايضاً. وبعد عودته من سورية في 25 ايار (مايو) 2014، كان الياس محمدي «مسلحاً وعصبياً ويمثل خطراً» وفق جهاز امن الدولة البلجيكي. ولدى توقيفه بعد شهر اوشك على ارتكاب تجاوزات غير محددة «كونه كان ضمن خلية ذات توجهات ارهابية» وفق التحقيق. وعثر في منزله على ذخيرة ولكن ليس على أسلحة. وظل اعضاء خلية زرقاني أحراراً، لكن تحت المراقبة ما سمح بسفرهم مرات الى سورية حتى نفذت الشرطة حملة مداهمات مطلع 2014. وفي النهاية أفضى التحقيق الى احالتهم للقضاء، وعقدت محكمة الجنح أول جلساتها في بروكسيل الربيع الماضي. وبين 32 مشبوهاً يُحاكم 13 فقط حضورياً، بتهمة تشكيل «مجموعة إرهابية» تعمل لتجنيد مقاتلين للذهاب الى سورية. ويُحاكم الباقون غيابياً بتهمة الذهاب الى سورية، وقتِل بعضهم. وفي حكمها الصادر في 29 تموز (يوليو) 2015 برأت المحكمة شخصين وأصدرت 30 حكماً بالسجن بينها 20 سنة لأباعود، و5 سنوات لعطار وعكروه و7 سنوات لمحمدي. وحُكم على خالد زرقاني بالسجن 12 سنة، واستأنف الحكم مثل فاطمة ابركان التي حكم عليها بالسجن 8 سنوات واختها نعيمة ابركان (عشرة اشهر مع وقف التنفيذ) وماريا ريتا غريلو (سنتان مع وقف التنفيذ). ولاحظت المحكمة ان عدداً من المرشحين للقتال مع الجهاديين والذين سافروا مع اصحاب سوابق «كانوا مدفوعين بالرغبة في خوض مغامرة أكثر من الدوافع الدينية». وحذرت من انه لا يمكن التكهن بما سيفعله الشبان العائدون من سورية الذين عانوا من عدم اتزان اصلاً قبل مغادرتهم. على صعيد آخر، أفادت مصادر متطابقة بأن موظفين في شركة «فيديكس» الأميركية للشحن السريع غضبوا بعد عثورهم في 22 الشهر الجاري على قنابل وهمية مخصصة للتدريب الأمني في طرد مفتوح في مطار رواسي - شارل ديغول الدولي في باريس، واحتجوا لعدم إبلاغهم بالأمر مسبقاً. واحتوى طرد أرسل من الولاياتالمتحدة الى تونس على طنجرة ضغط مملوءة ببراغي وقطع حديد. وروى فريدريك بوتيه، ممثل عاملي الشركة لدى نقابة «سي جي ته» الفرنسية، ان «الموظفين لاحظوا ان الشحنة تحتوي طروداً مشابهة وفيها ما يشبه صواعق، فأبلغ الموظفون الادارة بوجود خطر وشيك ووصل مسؤولون الى المكان، وأجروا تدقيقاً شاملاً ومرروا الطرود عبر اجهزة تصوير اشعاعي، كما استخدموا كلاباً مدربة. وتابع: «ليست هذه الطرود شائعة لكنها المرة الاولى التي يجري فتحها، وهو امر غير مسؤول خصوصاً ان فرنسا في حال طوارئ منذ اعتداءات باريس. في تركيا، أعلنت السلطات وفاة الضحية الألمانية ال11 في اعتداء إسطنبول في 12 الجاري الذي نسِب الى تنظيم «داعش»، في احد مستشفيات برلين. وعلى رغم ان جميع الضحايا ألمان، اعتبرت برلين ان المانيا ليست مستهدفة تحديداً في الاعتداء. في الولاياتالمتحدة، مثل أمام محكمة فيديرالية في فرجينيا، مواطن من كوسوفو يدعى ارديت فيريزي ومتهم باختراق البيانات الشخصية لأكثر من ألف مسؤول أميركي وإرسالها إلى تنظيم «داعش» في سورية. وظهر فيريزي (20 سنة) للمرة الأولى علناً في الولاياتالمتحدة منذ ترحيله من ماليزيا، حيث اعتقل في تشرين الأول (اكتوبر) بموجب مذكرة اعتقال أميركية. وأورد بيان الاتهام إن «فيريزي الذي يعتقد أنه زعيم جماعة من كوسوفو للتسلل على الانترنت، اخترق أحد خوادم الكومبيوتر وسرق بيانات شخصية لحوالى 1351 شخصاً من عناصر الجيش الأميركي. وتفيد لائحة الاتهام بأن فيريزي قدم اللائحة إلى أعضاء في «داعش»، منهم المتسلل البريطاني جنيد حسين الذي قال في تغريدة في 11 آب (اغسطس) 2015 إن «التنظيم اخترق إلكترونياً الجيش والحكومة في الولاياتالمتحدة».