سأبدأ بقصة العريس الذي سمع وأنصت وأصغى إلى نصائح جده الذي أوصاه بزرع الرعب والخوف والهلع في قلب العروس (علشان تبقى تعمل له ألف حساب ويبقى راجل بحق وحقيقي) وسارع العريس إلى تنفيذ وصية جده بالحرف الواحد فأحضر قطة (بريئة لا بيها ولا عليها كانت عايشه في أمان الله) وقام بذبحها عند مدخل المنزل. احترت واحتار دليلي (عن ما هو الهدف من ذبح القطة الغلبانة) هل إثبات رجولة العريس وأنه (مثل ما ذبح القطة فهو يقدر يذبح العروس من لغاليغها؟!). هل هو اشتياق للظهور أمامها بمظهر رجل الغابة الذي لا يقهر؟ أم حملها على الاعتقاد بأنه الرجل الصارم والحازم للغاية وعليها أن تنتبه على عمرها وبناء على هذا الخوف عليها أن تنفذ كل طلبات وأوامر سعادته من دون تأخير؟ قبل شهور عدة دخلت عروس شابة العناية المركزة بعد تعرضها لكسور في أضلاعها وكدمات متفرقة في الرأس وغيرها، أما السؤال عن السبب فهو (مؤلم ومضحك في آن واحد) وهو لأن أم الزوج (العريس) همست في أذن العريس (بأنه عليه أن يضربها ليلة الزفاف وأيضاً من أجل أن تكون له الكلمة العليا في المنزل)، وعلى ما يبدو أن العريس انفعل واندمج مع المشهد، أقصد الموقف تدفعه أحلامه وأمانيه وأماني الوالدة الحكيمة وأصاب العروس في مقتل، والتي حُمِلت إلى المستشفى عوضاً عن أن يحملها هو بين يديه في ليلة الزفاف. وبناء على ما تقدم... أقترح أن يتم تحضير مخدع الزوجية بعديد من الأشجار المرتفعة، وحبذا لو كانت متينة حتى تتحمل أوزان بعض العرسان... ولا بد أن تكون هذه الأشجار مزودة بحبال متصلة مع الأشجار الأخرى يقوم الزوج بالتنطيط حولها بعد أن يلبس سروال طرزان المهلهل على أن يمسك في يده بوقاً إيذاناً ببدء معركة الزفاف التي لا بد أن تبدأ بانتصار رجولي مختلف عن المألوف على أن تتوافر في نفس الغرفة المعدة سلفاً أدوات الضرب من عصاة وأسواط وسهام ومنجنيق... ولا مانع من وجود السيوف إذا تطلب الأمر (ف... للكلمة العليا بريق وعلو شأن في بعض المجتمعات العربية التي تفاجئنا بين حين وآخر بابتكارات مميزة!!! ما مشكلتنا بالتحديد؟ أتمنى أن أجد إجابة تخرس الأصوات العالية التي بدأت تتساءل مثلي؟ لماذا اختلفت واختلت مفاهيم الرجولة؟ هل نحن نتقهقر للوراء؟ ما الذي حدث هل يرضي غرور الرجال أن تخاف منهم النساء؟ وهل يرضيهم أن تبقى معهم لأنها تخاف ولأنها تحتاج إليهم؟ وأيهما أرقى وأنقى وأجمل وأكثر إنسانية؛ أن تبقى المرأة مع رجل تحترمه وتحترم قرارته وتستمر معه باختيارها الحر... أم العكس؟ بعد كل ما تقدم أوافق جداً على ما اقترحه أحد الأطباء بضرورة تقويم الحالة النفسية لراغبي الزواج من الجنسين فلربما أسهمت الاختبارات في فضح واكتشاف الميول السادية... قبل يوم الزفاف! [email protected]