بكين، سيول، طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب – نددت بكين أمس، بالانتقادات التي تتعرّض لها، لاقتراحها إجراء مشاورات طارئة حول الوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية، وأبلغت بيونغيانغ أن علاقتهما صمدت في مواجهة «العواصف» الدولية. ونقلت صحيفة «الشعب» الرسمية عن وو بانغو رئيس البرلمان الصيني قوله لوفد كوري شمالي في بكين: «صمدت الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الشمالية أمام اختبارات العواصف والتغيّرات الدولية، وهي تصلح نفسها بنفسها بمرور الوقت». وأضاف أن لبكين وبيونغيانغ التزاماً إزاء «تعزيز التواصل الاستراتيجي» والتعاون الاقتصادي، مؤكداً أنهما «سيشجعان التقدم المستمر للتعاون الودي بين الصين وكوريا الشمالية». في الوقت ذاته، رأت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو أن «الذين يشهرون الأسلحة، يبدون مرتاحين. الصين بصفتها بلداً مضيفاً للمفاوضات السداسية، تتعرض للانتقاد، بينما هي تدعو الى الحوار. هل هذا منصف؟». وشددت على ان «المشاورات الطارئة لا تشكّل عودة الى المحادثات السداسية الرسمية، ويجب ألا تشكّل مشكلة بالنسبة الى الأطراف المعنيين». واقترحت الصين إجراء محادثات طارئة للدول المشاركة في المفاوضات السداسية حول تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي، وهي الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة. لكن رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مابك مولن اعتبر ان «دعوة بكين الى التشاور، لن تكون بديلاً عن اتخاذ إجراء، وأعتقد أننا لن نستمر في مكافأة السلوك المستفز المقوّض للاستقرار لكوريا الشمالية، بالتفاوض أو بحوافز جديدة». وقال ان الولاياتالمتحدة تتطلع الى ان تتحمل الصين «مسؤولياتها في تسوية المشاكل العالمية، بما يتناسب مع قدراتها المتنامية»، مضيفاً: «الصين في وضع فريد يتيح لها توجيه كوريا الشمالية إلى موقف أقل خطورة». أما رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين فحذّر من «خطر جسيم لتصاعد» التوتر في شبه الجزيرة الكورية، معرباً عن تفاؤله ب «تنحية العواطف وبدء الحوار». وقال لشبكة «سي أن أن» إن الوضع في كوريا الشمالية «حاد ومقلق جداً، لا يمكن التوصل إلى اتفاق من دون حوار». وعلّق على موقف بكين قائلاً: «من ناحية المبدأ، علينا القيام بكلّ ما يمكننا لتطبيع الوضع. للصين نفوذ، اقتصادي في شكل خاص، لكن يجب تذكّر أن علينا احترام مصالح الشعب الكوري». في غضون ذلك، أعلنت كوريا الجنوبية انها تستعد لإجراء تدريبات عسكرية جديدة بمفردها، تبدأ الاثنين المقبل وتستمر خمسة ايام في 29 موقعاً، بما في ذلك الجزر الواقعة في البحر الاصفر قرب الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين. تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع اليابانية ان طوكيو وواشنطن ستجريان اعتباراً من العاشر من الشهر الجاري، تدريبات هي الأضخم بين البلدين منذ 2007، ومقررة قبل القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية. ونقلت صحيفة «يوميوري شيمبون» عن مسؤول بارز في الوزارة قوله: «يبدو أن الوقت مناسب لعرض العلاقات بين اليابانوالولاياتالمتحدة».