تحدث وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي أمس عن مستقبل بلاده السياسي، عشية حضوره احتفالاً عسكرياً يتوقع على نطاق واسع أن يعلن خلاله تركه منصبه، تمهيداً للترشح في الانتخابات الرئاسية المتوقعة في أيار (مايو) المقبل. ووعد السيسي خلال عرض عسكري ب «بناء دولة ديموقراطية حديثة تلبي طموحات المصريين نحو مستقبل أفضل». وظهر أنه يعوّل على الجيش في استعادة الأمن في البلاد، إذ شدد على أن أمن بلاده وسلامتها «يكمنان في قوات مسلحة قوية»، متعهداً «استمرار رفع الكفاءة القتالية والتدريبية لوحدات الجيش، وتزويده بأحدث المعدات والأسلحة»، تزامناً مع إعلان تأسيس قوة تدخل سريع جديدة من الجيش «لمكافحة الإرهاب». ويأتي ذلك في وقت تعكف اللجنة المشرفة على الانتخابات على إنهاء الترتيبات اللوجيستية قبل إعلان الجدول الزمني للعملية الانتخابية المتوقع الأحد المقبل. وأوضح مستشار رئيس الحكومة اللواء رفعت قمصان أن «لجنة الانتخابات تنظم العمل مع وزارة الخارجية لوضع القواعد التفصيلية المنظمة لاقتراع المصريين المغتربين». وتترقب الأوساط السياسية مشاركة السيسي اليوم في احتفال عسكري يحضره ضباط وجنود من الجيش وعدد من الشخصيات العامة، ويتوقع أن يعلن خلاله تركه منصبه حتى يتمكن من إدراج اسمه ضمن كشوف الناخبين ليحق له الترشح للانتخابات، فيما دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمين» أنصاره إلى التظاهر اليوم واقتحام ميادين التحرير ورابعة العدوية والنهضة، ما يرجح حصول مواجهات عنيفة مع الشرطة التي عززت وجودها في تلك الميادين مساء أمس. وكان السيسي استبق إعلان استقالته بتدشين عمل قوة خاصة «للإنقاذ والتدخل السريع»، معتبراً أن تشكيل تلك القوة «يأتي لتعزيز قدرة الجيش، وما نراه اليوم من هذه القوة هو إعجاز، فهناك دول تستغرق سنوات لتجهيز وحدات مماثلة. تأسيس تلك الوحدات يعني قدرة قتالية وتحركاً عالي المستوى وقدرة كبيرة على المواجهة». وتطرق السيسي في كلمته أمام القوة الجديدة إلى مستقبل بلاده السياسي، متعهداً «مضي الدولة المصرية بكل قوة في بناء دولة ديموقراطية حديثة ترضي جميع المصريين وتلبي مطالبهم وتطلعاتهم نحو المستقبل»، قبل أن يشدد على أن أمن مصر وسلامتها «يكمنان في قوات مسلحة قوية وقادرة ومستعدة لبذل الجهد بكل تفانٍ وإخلاص». وأوضح أن قوة التدخل السريع «تضم أفضل عناصر الجيش من أسلحة المشاة والمدرعات والدفاع الجوي والقوات الخاصة وتمتاز بالقدرة العالية على المناورة وسرعة الحركة لتنفيذ جميع المهام، وهو ما يجعلها تزيد من قدرة الجيش المصري على فعل المستحيل». وأكد قدرة التشكيل الجديد على «تنفيذ مهام جريئة وخاطفة بالتسرب البري العميق والإبرار الجوي السريع». وأشار إلى أن القوة «مشكّلة للقيام بمهام خاصة جداً، وتأسيسها تمت مناقشته مع أجهزة القوات المسلحة المختصة التي أكدت القدرة على تشكيلها من دون وجود صعوبات، فقد قامت كل الإدارات والهيئات بدورها في وقت قياسي وبطريقة مشرفة أسعدتنا جميعاً». وكشف أن القوة الجديدة «ستخضع لبرامج تدريب غير تقليدية من جانب هيئة التدريب في القوات المسلحة». وقال مخاطباً عناصر القوة الجديدة: «ما نراه اليوم عظيم جداً، فنحن نتحدث عن مدى زمني غير مسبوق وقدرة نيران وكفاءة قتالية عالية جداً حتى نحمي البلاد على مستويات مختلفة وفي أي مكان». وتعهد السيسي «استمرار إجراءات رفع الكفاءة القتالية والتدريبية وتزويد وحدات الجيش بأحدث المعدات والأسلحة»، مطالباً ضباط الجيش وجنوده ب «بذل أقصى جهد لمجابهة التهديدات والتحديات التي قد تواجه الوطن وأمنه القومي، وضرورة التوسع في أساليب التدريب القتالي ودراسة كل الأخطار والتهديدات الإرهابية المحتملة ضد الأهداف والمنشآت الحيوية وكيفية التصدي لها بالأسلوب الأمثل والتدريب الجاد على هذه النوعية الخاصة من المهام باستخدام أحدث البرامج والتطبيقات التي تحقق لها الواقعية والقدرة على تنفيذ المهام». ونفى مسؤول عسكري في شدة ما نقلته تقارير صحافية عن أن القوات التي تم تدشينها أمس ستعمل على فض التظاهرات. وقال ل «الحياة» إن القوة «ستعمل ضمن منظومة الجيش، ولا علاقة لها بالتظاهرات التي تضطلع بها الشرطة المدنية». وأوضح أن «قوات التدخل السريع المحمولة جواً ذات التشكيل الخاص تتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة وتسليحها وفقاً لأحدث نظم التسليح العالمية ما يمكنها من الانتشار والتدخل السريع لتنفيذ كل المهام بالتعامل مع الأهداف النمطية وغير النمطية والوصول إلى مسارح العمليات داخل البلاد وخارجها في أسرع وقت ممكن باحترافية وتحت مختلف الظروف، بما تمتلكه من إمكانات نيرانية وقتالية عالية والقدرة على المناورة وخفة الحركة».