من مخيم بلاطة في الضفة الغربية إلى مخيمات غزة ومخيم اليرموك في سورية، إلى الجالية الفلسطينية في تشيلي والجاليات الفلسطينية في الأميركيتين وأستراليا، انطلقت أمس سلسلة فعاليات فلسطينية تحت شعار «العودة توحدنا» بهدف تعميق ثقافة العودة بين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم. وقال جمال ابو هاشم، الناشط في الحملة، إن هذه النشاطات تأتي في إطار فعاليات عالمية من أجل حق العودة تقوم عليها مجموعة من الائتلافات الوطنية الفلسطينية بالتنسيق مع الائتلاف الفلسطيني العالمي لحق العودة وبمشاركة اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية وائتلاف القدس. وأضاف، إن الهدف من الحملة تعميق ثقافة العودة بين الفلسطينيين حول العالم، وأوضحت إن «حق العودة يحمل الكثير من المعاني، إلا أن له مكانة خاصة ودائمة لدى الفلسطينيين الذين عانوا من التهجير والشتات حول أرجاء الوطن العربي والعالم منذ نكبة 1948». وزاد: «في الأوساط الفلسطينية ترمز ثقافة العودة إلى ممارسة التعبير عن مبدأ عودة اللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم الأصلية. ولا شك بأن هذا الحق راسخ في القانون الدولي، إلا أن التأكيد عليه والاحتفال به هو ما يصل الفلسطينيين ببعضهم البعض كشعب». وقال القائمون على الحملة إن اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك أقاموا أنشطة وفعاليات نادرة في هذا المخيم المحاصر شملت على محاضرات ثقافية ووصلات موسيقية. وفي مخيم بلاطة، أكبر مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، أقيمت عدة فعاليات شملت المخيم والمدينة، بينها مسيرة كشفية حملت ملصقات وشعارات تعبر عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية. وقال تيسير نصرالله من مركز يافا الثقافي في المخيم الذي أشرف على الفعاليات إن «مبدأ العودة هو ما يوحدنا كشعب ولا بد لنا أن نطالب به أينما تواجدنا». وفي غزة، حيث يشكل اللاجئون غالبية السكان، أقيمت سلسلة لقاءات عامة في عدة مناطق. وفي مخيم البداوي في لبنان تم إحياء المناسبة بعرض سينمائي. وفي القدس رفعت ملصقات «العودة توحدنا» في اعتصام شبابي. وعرضت ملصقات مماثلة في لقاءات وتظاهرات أقيمت في مدينة فانكوفر الكندية والعاصمة الأميركية. وفي تشيلي عقد الاتحاد الفلسطيني الذي يمثل جالية قوامها أكثر من 300 ألف فلسطيني، اجتماعاً عاماً في العاصمة سانتياغو لمناقشة معاني حق العودة. وقال رئيس الاتحاد موريسيو أبوغوش في الاجتماع الذي شارك فيه حشد كبير من الفلسطينيين إن «الفلسطينيين المولودين في الشتات في تشيلي من الجيل الأول والثاني والثالث، يعني لنا حق العودة كل شيء، فهو الحلقة التي تصلنا بوطننا والرابطة التي توحدنا مع كافة الفلسطينيين». وأضاف إن «العودة تعبر عن وحدة كل فلسطيني مع وطنه وشعبه، وهو الشعور الذي نحس من خلاله بصلتنا الدائمة مع أرضنا، فنحن لطالما كنا جزءاً منها وسنظل كذلك في المستقبل. فلسطين لنا، ونحن لفلسطين».