هبطت أسعار النفط ثلاثة في المئة أمس مع إعلان العراق عن ضخ إنتاج قياسي مرتفع في سوق تعاني بالفعل من تخمة كبيرة في المعروض ليبدد الخام معظم المكاسب التي حققها الأسبوع الماضي في واحدة من كبرى موجات الصعود اليومية على الإطلاق. وانخفض خام القياس الاوروبي «برنت» 83 سنتاً إلى 31.35 دولار للبرميل ليتراجع 2.6 في المئة عن سعر إغلاق الجمعة حين صعد 10 في المئة. كما انخفض الخام الأميركي 85 سنتاً إلى 31.34 دولار للبرميل (للمزيد). وأكدت وزارة النفط في العراق ان إنتاج النفط بلغ مستوى قياسياً في كانون الأول (ديسمبر). وشددت على ان الحقول في وسط البلاد وجنوبها أنتجت نحو 4.13 مليون برميل يومياً. وقال مسؤول عراقي ان البلاد قد تزيد إنتاجها هذا العام. وقال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عبدالله البدري: «ان المنتجين من داخل المنظمة وخارجها في حاجة إلى العمل معاً لمعالجة قضية الفائض في مخزونات الخام العالمية كي يمكن لأسعار النفط ان تتعافى وأن يبدأ الاستثمار في حقول جديدة. إنه أمر مهم ان تتطرق السوق إلى قضية تخمة المخزونات. وكما يُرى من الدورات السابقة، بمجرد ان تبدأ هذه التخمة في التقلص، تبدأ الأسعار في الارتفاع بعد ذلك». وقال ليونيد فيدون، نائب رئيس «لوك أويل»، وهي ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، ان على موسكو بدء العمل مع «أوبك» في شأن خفض إمدادات النفط للأسواق العالمية في محاولة لدعم الأسعار. ولطالما أبدت روسيا أكبر منتج للخام في العالم رفضها للتعاون مع أوبك في حين كانت تعقد اجتماعات منتظمة مع المسؤولين من المنظمة. وتشدد «أوبك» على أنها ستوافق على خفض الإنتاج إذا انضم إليها منتجون آخرون من بينهم روسيا. وقال مسؤولان بارزان في الحكومة الروسية ان الأخيرة خصصت 135 بليون روبل (1.7 بليون دولار) لدعم الاقتصاد الحقيقي في إطار مشروع خطة لمواجهة الأزمات، فيما قال مصدر ثالث ان الحكومة قد تستخدم احتياطات أخرى بقيمة 340 بليون روبل لتهدئة السخط الاجتماعي. وفي ظل معاناة روسيا من هبوط أسعار النفط والعقوبات الغربية وانخفاض الروبل، تجد صعوبة شديدة في الموازنة بين ضرورة دعم اقتصادها الآخذ في الانكماش ورغبتها في الاحتفاظ بأموال تساعدها على اجتياز أسوأ موجة انكماش تشهدها البلاد منذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين السلطة.