شدد الأمين العام ل «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك)، عبدالله البدري، أمس على أن المنتجين من داخل المنظمة وخارجها في حاجة إلى العمل معاً لمعالجة قضية الفائض في المخزون العالمي للخام بحيث يمكن لأسعار النفط أن تتعافى وأن يبدأ الاستثمار في حقول جديدة. وقال: «إنه لأمر مهم أن تتطرق السوق إلى قضية تخمة المخزون (...) وكما ترى من الدورات السابقة بمجرد أن تبدأ هذه التخمة في التقلص تبدأ الأسعار في الارتفاع بعد ذلك». وأضاف: «بالنظر إلى كيفية تطور (الوضع) يصبح لزاماً التعامل مع الأمر على أنه شيء تعالجه الدول من داخل أوبك وخارجها معاً، نعم أوبك ضخت بعضاً من الإمدادت الإضافية العام الماضي لكن السواد الأعظم منه جاء من دول من خارج المنظمة». ولفت إلى أن من الضروري أن تجلس كل الدول الكبرى المنتجة للنفط للوصول إلى حل إذ إن السوق في حاجة إلى انخفاض المخزون إلى مستويات تسمح بتعافي الأسعار وعودة الاستثمارات. وتابع «البيئة الحالية تضع هذا المستقبل على المحك، وفي ظل مستويات الأسعار الحالية من الواضح أنه لن تكون كل الاستثمارات المستقبلية الضرورية قابلة للاستمرار». إلى ذلك، رأى وزير الطاقة القطري محمد السادة، أن أسواق النفط تتجه لاستعادة توازنها بعد فترة من الضعف نظراً إلى أن تدني أسعار الخام الذي لا يمكن أن يستمر طويلاً. وقال خلال مؤتمر صحافي في لندن: «نتوقع أن نشهد دورة انكماش أخرى لسعر النفط، لكننا سنتعافى، ستستعيد السوق توازنها بالتأكيد لأن سعر اليوم لن يستمر طويلاً في أي حال من الأحوال». من جهة أخرى، أكد رئيس شركة «ارامكو» النفطية السعودية خالد الفالح، على هامش مشاركته في «منتدى التنافسية الدولي»، أن الشركة تواصل استثماراتها على رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وأنها عمدت الى تقليص نفقاتها بطرق اخرى. وقال إن الانضباط المالي يصبح أولوية، في ظل الظروف الحالية لأسعار النفط. وأوضح ان الشركة تمكنت من خفض الإنفاق «ببساطة عبر خفض النفقات»، الا ان «استثمارنا في الطاقة الإنتاجية، النفط والغاز، لم يتباطأ». وشدد الفالح على ان السعودية لا تتحمل مسؤولية تراجع الأسعار، غامزاً من قناة دول أخرى لم يسمها، تقوم بإغراق السوق بإنتاج نفطي. وقال «ارامكو، وتالياً المملكة، لا تشحن برميلاً واحداً من النفط ما لم يتوافر له مشترٍ (...) إنتاجنا مرتبط في شكل وثيق» بطلبات الشراء. ولفت إلى أن توازن العرض والطلب العالمي على النفط في الأسواق العالمية سيتحقق في النهاية عند سعر «معتدل». وقال: «الطلب سينمو كما بدأ فعلاً في 2015 وستكون هناك فترة ليست ببعيدة في المستقبل سيتوازن فيها الطلب مع العرض». وأضاف أن في امكان السعودية تحمل سعر نفط منخفضاً «لوقت طويل جداً». الأسعار وهبطت أسعار النفط ثلاثة في المئة مع إعلان العراق ضخ إنتاج قياسي مرتفع في سوق تعاني فعلاً تخمة كبيرة في المعروض، ليبدد الخام معظم المكاسب التي حققها الأسبوع الماضي. وانخفض مزيج «برنت» 83 سنتاً إلى 31.35 دولار للبرميل ليهبط 2.6 في المئة عن سعر إغلاق يوم الجمعة حين صعد عشرة في المئة. ونزل الخام الأميركي 85 سنتاً إلى 31.34 دولار للبرميل. وفي العراق أعلن الناطق باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، أن إنتاج الخام سجل مستوى قياسياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بفضل زيادة الإنتاج من الحقول في وسط وجنوب البلاد. وأظهرت أرقام نهائية أعلنتها وزارة النفط أن إنتاج النفط من حقول وسط العراق وجنوبه بلغ في المتوسط 4.13 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. وقال جهاد في حديث إلى وكالة «رويترز»: «هذا المستوى يجعل كانون الأول (ديسمبر) شهراً قياسياً لجهة الإنتاج في وسط وجنوب البلاد وفي العراق ككل». وتمثل الحقول في المناطق الوسطى والجنوبية في الوقت الحالي كل الإنتاج، الذي يخضع لسيطرة الحكومة المركزية في بغداد، فيما تخضع صادرات النفط من الحقول الشمالية لسيطرة حكومة إقليم كردستان العراق، الذي ينتج نحو 600 ألف برميل يومياً. ووفقاً للوزارة بلغ إنتاج الحقول في وسط العراق وجنوبه في تشرين الثاني (نوفمبر) 3.66 مليون برميل يومياً. ومن موسكو، أعلن نائب رئيس «لوك أويل»، ليونيد فيدون، أن على روسيا بدء العمل مع «أوبك» في شأن خفض إمدادات النفط للأسواق العالمية في محاولة لدعم الأسعار. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عنه قوله في مقابلة «في اعتقادي بأن في حال اتخاذ مثل هذا القرار السياسي، سيكون على روسيا العمل مع أوبك لخفض الإمدادات في السوق (...) من الأفضل بيع برميل واحد من النفط بسعر 50 دولاراً بدلاً من برميلين بسعر 30 دولاراً». واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة النفط الإيطالية «إيني»، كلاوديو ديسكالزي، أن قطاع النفط سيتضرر كثيراً إذا بقيت الأسعار عند مستوياتها الحالية المنخفضة. وقال خلال مؤتمر في لندن: «إذا استمر هذا الوضع فإن قطاع الطاقة سيتضرر بشدة وقد ينتهي الأمر إلى وضع عصيب لا ينتج فيه العالم ما يكفي من الطاقة».