قتل 16 شخصاً بينهم 11 عنصراً من «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى نتيجة سقوط صاروخ باليستي على مقر تستخدمه الجبهة محكمةً في شمال غربي سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الإثنين: «بقتل 11 مقاتلاً من جبهة النصرة وفصائل إسلامية، إضافة إلى خمسة مدنيين الأحد نتيجة سقوط صاروخ باليستي شديد الانفجار على مخفر سابق تستخدمه جبهة النصرة محكمة في مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي». ولم يتضح ما إذا كانت قوات النظام السوري أو قوات روسية هي التي أطلقت الصاروخ، ومن أين أطلق. إلا أنه ترافق مع تحليق لطائرات حربية. ولفت «المرصد» إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة». لكن شبكة «سمارت» المعارضة قالت أن «11 مدنياً قتلوا وجرح عشرات بقصف صاروخي على مدينة سلقين في ريف إدلب». وأضافت: «إن صاروخين باليستيين سقطا على منطقة الصناعة ومنازل المدنيين في سلقين، يعتقد أن مصدرهما بوارج في البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم امرأة، وجرح حوالى 20 آخرين، حيث من المرجح ازدياد حصيلة الضحايا». ونقل الجرحى إلى مستشفى بلدة دركوش الذي أعلن عن حاجته لمتبرعين بالدماء، ومستشفيات أخرى في المنطقة الممتدة حتى الحدود السورية - التركية. ووفق «المرصد»، استهدف القصف مقر المحكمة فور انتهاء اجتماع مصالحة بين «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» إثر توتر شهدته المدينة بين الطرفين أمس، على خلفية مداهمة الجبهة أحد مقار الحركة وتبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتل أحد عناصر «جبهة النصرة». وكان موقع «كلنا شركاء» المعارض أفاد بأن «النصرة» و «أحرار الشام» وقعتا مساء الأحد اتفاقاً بحل الخلاف الذي اندلع بين الطرفين في مدينتي حارم وسلقين قرب الحدود مع تركيا في ريف إدلب. ووفق الاتفاق، فإن الطرفين توافقا على تسليم من كان سبباً وباشر القتل لجهة ثالثة هي «كتائب الإيمان» التي تعهد أميرها الحيادية التامة وألا يسلم الموقوفين لأي جهة إلا بإذن من اللجنة الشرعية الموكلة حل هذه الخصومة. وكان أحد عناصر «جبهة النصرة» قتل في إطلاق النار بين الطرفين. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة شرعية ثلاثية للفصل في هذه الخصومة وإطلاق سراح الموقوفين لدى الطرفين وإعادة الأشياء كافة التي صودرت منهما. ووقع على هذا الاتفاق كل من «أبو علي القصير» مسؤول قاطع الحدود ممثلاً ل «جبهة النصرة» و «أبو طالب» القائد العسكري لقطاع الحدود ونائب مسؤول القاطع، عن حركة «أحرار الشام الإسلامية» و «أبو عبدو سياف» ممثلاً ل «كتائب الإيمان» كجهة محايدة. وتتحالف «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» في إطار «جيش الفتح» الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة على مجمل محافظة إدلب، حيث بات وجود قوات النظام يقتصر على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام المحاصرتين من خلال «قوات الدفاع الوطني» ومسلحين موالين لها. وتعرضت مقار «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها في الآونة الأخيرة لاستهدافات عدة، إذ قتل 81 شخصاً على الأقل، بينهم 23 من عناصر «جبهة النصرة» في 10 كانون الثاني (يناير) نتيجة غارة روسية على موقع للجبهة يضم محكمة وسجناً في مدينة معرة النعمان في إدلب. وقتل 36 شخصاً معظمهم من عناصر «جيش الفتح» في 20 كانون الأول (ديسمبر) نتيجة غارات يعتقد أنها روسية استهدفت مقار حكومية سابقة في مدينة إدلب، يستخدم «جيش الفتح» عدداً منها مراكز وإدارات. وتشن روسيا ضربات جوية في سورية منذ 30 إيلول (سبتمبر) بالتنسيق مع الجيش السوري، تقول أنها تستهدف تنظيم «داعش» و «مجموعات إرهابية» أخرى. وتتهمها دول الغرب والفصائل باستهداف مجموعات مقاتلة أكثر من تركيزها على المتطرفين. وتشهد سورية نزاعاً دموياً تسبب منذ آذار (مارس) 2011، بمقتل أكثر من 260 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وهجرة أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.