وعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو المستوطنين الذين اقتحموا منازل فلسطينيين في قلب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة وأخرجهم منها الجيش بعد يوم، بفحص المستندات التي تثبت أنهم امتلكوا المنازل من فلسطينيين بهدف إعادتهم إليها، نافياً في الوقت ذاته أن تكون إسرائيل تعاني عزلة دولية جراء سياسة حكومتها. وقال نتانياهو في تصريحاته الأسبوعية قبل اجتماع حكومته أمس إنه أعطى تعليماته (لإدارة شؤون الاحتلال في الجيش) بالشروع فوراً في فحص إجراءات امتلاك مستوطنين بيوت الفلسطينيين في الخليل، متعهداً أن يقدم لحكومته المصغرة تقريراً مفصلاً بنتائج الفحص، وأنه في حين تمت المصادقة على المستندات «فسنسمح بشغل المنازل». وأعلن نتانياهو أن حكومته تدعم الاستيطان «خصوصاً في هذه الأيام التي نتعرض فيها لهجمات إرهابية»، لكنه أضاف أنه يجب احترام القانون. ولفت معلقون إلى أن نتانياهو لم يدافع عن وزير دفاعه موشيه يعالون الذي يتعرض لهجوم عنيف من وزراء وأعضاء من حزبه «ليكود» ومعسكر المستوطنين على خلفية إصداره الأوامر للجيش بإجلاء المستوطنين الذين اقتحموا المنازل. وأضافوا أن نتانياهو حاول إرضاء الوزراء والنواب الغاضبين على الإجلاء تفادياً لأزمة ائتلافية قد تعرقل عمل الحكومة التي تقوم على غالبية ضئيلة من 61 نائباً في مقابل معارضة من 59 نائباً. وقاد الحملة على يعالون وزراء حزب المستوطنين «البيت اليهودي» الذي طالب زعيمه الوزير نفتالي بينيت بتشكيل لجنة وزارية خاصة لشؤون الاستيطان تنزع من وزير الدفاع صلاحية أن يكون صاحب القرار في هذا الموضوع. كما شارك في توجيه الانتقادات وزيران وثلاثة نواب من حزب «ليكود» الذي ينتمي إليه يعالون ويتزعمه نتانياهو. وعمل الأخير على خفض نار الانتقادات في حين نفت أوساطه القريبة أن يكون يعتزم التخلص من «البيت اليهودي» بإخراجه من ائتلافه الحكومي والتوجه إلى حزب «المعسكر الصهيوني» للانضمام إلى الحكومة بديلاً، لكن زعيم الأخير اسحاق هرتسوغ نفى قطعاً هذا الاحتمال. وذكرت الإذاعة العامة أن ثمة مخططاً لإعادة مستوطنين إلى البيوت في الخليل يبدأ بإعادتهم إلى البيت الأقرب من الحي اليهودي وليس من الشارع المحاذي للفلسطينيين، ثم يجري العمل على شغل سائر المنازل. ونفى نتانياهو الحديث عن أن إسرائيل تتعرض لعزلة دولية جراء سياسة حكومته اليمينية، مشيراً إلى قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما المشاركة في المناسبة الدولية التي تنظمها السفارة الإسرائيلية في واشنطن هذا الأسبوع لإحياء اليوم الدولي للكارثة النازية، واعتبر أن «مثل هذه المشاركة لم تحصل منذ سنوات كثيرة». ووجه شكره إلى أوباما، معتبراً مشاركته «دليلاً على أن العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، رغم اختلاف الرأي، صلبة وقوية». وأضاف: «سمعنا في الفترة الأخيرة عن انهيار هذه العلاقات، لكن يتضح اليوم أن العلاقات تعززت، وهو ما ينعكس في مذكرة التفاهم التي سنحصل عليها في الأشهر القريبة في شأن المساعدة الأمنية للسنوات العشر المقبلة، وفي الاجتماعين اللذين عقدتهما في دافوس مع نائب الرئيس الأميركي جو بادين ووزير الخارجية جون كيري». ورأى أن «الجميع يدرك اليوم أنه حيال الدوامة الحاصلة في الشرق الأوسط فإن الولاياتالمتحدة تعلم أن إسرائيل هي الحليف المستقر والوفي والقوي للولايات المتحدة في المنطقة». وتابع أن «هناك من يتحدث عن عزلة دولية لإسرائيل، لكن الواقع عكس ما تنشره وسائل الإعلام، والعلاقات التجارية بين الدول وكبرى الشركات الاقتصادية العالمية وإسرائيل قوية، وإسرائيل بضاعة مطلوبة والعالم يريد شراء ما تقترحه إسرائيل سواء في مجال الأمن أو سائر المجالات».