أظهرت إحصاءات أصدرها حديثاً «المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى» (كيوبرس) أن عدد مُقتحمي المسجد الأقصى تضاعف 200 في المئة خلال السنوات الست الماضية (بين 2009 و2015) التي شغل فيها اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في وقت أشارت إحصاءات ل«مؤسسة الأقصى» و«مؤسسة عمارة الأقصى» الفلسطينيتين، إلى أن الزيادة الحقيقية للاقتحامات تبلغ 300 في المئة، خصوصاً ان الإحصاء اقتصر على المستوطنين، مستثنياً المُقتحمين من اليهود بزيّ مدني أو ديني أو عسكري أو استخباراتي. وأوضحت «كيوبرس» أن عدد المقتحمين في 2009 بلغ حوالي خمسة آلاف و500 شخص، لكنه وصل إلى أكثر من 14 ألفاً في 2015، إما إجمالي الاقتحامات في السنوات الست، فبلغ تسعة وستون الفاً و996 شخصاً. ولفت المركز إلى أن التدقيق في عدد الاقتحامات على أساس سنوي خلال الفترة نفسها يظهر أن إسرائيل حاولت تحديد سقف سنوي لعدد المقتحمين عبر قفزات بخمس آلاف ثم 10 آلاف ف15 ألفاً، مرجحاً أن يبدأ العمل على تسويق الاقتحامات بصفتها «زيارات تعبدية مغلفة بشعار حق الإنسان في حرية العبادة». وأشار موقع «فلسطينيو 48» الإلكتروني إلى احتمال ان يكون العام الحالي حافلاً باستهداف المسجد عبر ثلاثة محاور رئيسة، هي: «تكثيف المشاريع التهويدية، وتعميق الحفريات أسفل المسجد في سبيل بناء الكُنُس والمتاحف، واعتماد الاقتحامات الدينية اليهودية للأقصى"، مؤكداً أن تلك المشاريع "لا تُنبئ إلا بالخطر». واعتبر أن ذلك قد يقتضي "استمرار الهبة الجماهيرية الأخيرة وتوسيع رقعتها إلى انتفاضة أقصى نُصرة للمقدسات". وكان نتانياهو أقر منتصف العام الماضي موازنة ضخمة للعام الحالي قُدرت ب30 بليون شيكل إسرائيلي (ثمانية بلايين دولار أميركي)، لتنفيذ مشاريع تهويدية ضخمة خلال السنوات الخمس المقبلة، وخصوصاً السنتين المقبلتين في منطقة ساحة البراق وغيرها تحت رعاية بلدية الاحتلال في القدس، وهو ما يعرف ب«خطة التهويد الخماسية» التي تشمل إنجاز مشروع القطار السريع والخفيف والقطار الهوائي، وتوسيع مداخل جديدة في المدينة. وضمن المشاريع العملاقة التي أنجزها الاحتلال في محيط الحرم القدسي خلال العام الماضي، ما يُعرف بمشروع «بيت شطراوس» قرب ساحة البراق، والذي شمل افتتاح مركز شرطة عمليات متقدم بمرافقه الصحية والخدماتية كافة. ومن المقرر المصادقة على مخطط توسيع «الهيكل التوراتي»، وهو بناء ضخم في الجهة الجنوبية للمسجد ويبلغ ارتفاعه سبع طبقات، خلال الأشهر المقبلة من العام الحالي. وصودق نهاية 2015 على خطة «بيت الجوهر التهويدي» المكون من ثلاث طبقات، بعد نقاش طويل استمر نحو 8 سنوات، ويُرجح أن يسارع الاحتلال إلى نشر عطاءات تنفيذه قريباً، خصوصاً ان المشروع مدعوم من مكتب نتانياهو. يُضاف الى ما سبق نقل الصلاحيات التشغيلية الإدارية لمنطقة القصور الأموية جنوب الأقصى إلى جمعية «إلعاد» الاستيطانية، ما يزيد فرصة تنفيذ مشروع «ديفيدسون- الحديقة الأثرية». وتستند إسرائيل في تشييدها مئات المشاريع والحفريات التي تقوم بها منذ 1967، إلى مبدأ ديني وسياسة عنصرية تهدف إلى إثبات نظرية "هيكل سليمان" المزعوم التي يسعى من خلالها الإسرائيليون إلى إثبات حقهم في الأرض، في وقت باتت الاقتحامات اليهودية للمسجد مشهداً شبه يومي بالنسبة إلى الفلسطينيين، إذ تشتد وتيرتها في فترة الأعياد اليهودية مع إقامة صلوات تلمودية وطقوس دينية يرافقها منع دخول المصلين خصوصاً يوم الجمعة، أو عندما ترتبط الاقتحامات برد انتقامي على هبات شعبية فلسطينية في الضفة والقدسالمحتلة وغير ذلك من ذرائع الاحتلال.