كابول، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - اقتحم جنود اميركيون يعملون لحساب الحلف الأطلسي (ناتو) ليل الأربعاء - الخميس، منزل صفية صديقي، النائبة الأفغانية عن منطقة سوركي القريبة من جلال آباد (شرق)، وقتلوا احد اشقائها، في وقت لم تتواجد النائبة في منزلها لدى وقوع العملية. وصرحت صديقي بأن «شقيقها حمل سلاحاً وخرج من المنزل، فقتله الجنود»، موضحة أن الجنود ربطوا اشقاءها على رغم محاولتهم التعريف عن أنفسهم بالإنكليزية، مشيرة الى ان الجنود «اجابوا نعرف، لكنهم منعوهم من الكلام وقيدوهم، ثم حطموا أثاثاً». وأضافت: «اتصلت هاتفياً بالسلطات الأفغانية من داخل المنزل خلال المداهمة في محاولة لوقفها، لكن القوات الأميركية لم تسمح لهم بالتدخل». وأكدت انها سترفع صوتها عالياً، «لأنني نائبة في البرلمان ويجب حماية مكان إقامتي. لدى هذا الرجل القتيل خمسة أبناء. لقد خلق الأميركيون خمسة أعداء جدد لهم»، علماً ان عشرات من السكان الغاضبين نقلوا جثة القتيل إلى طريق رئيس مرددين هتافات مناهضة للولايات المتحدة والحكومة الأفغانية. وأقرّ الحلف بمقتل رجل حمل سلاحاً في مواجهة جنوده لدى تنفيذهم محاولة اقتحام لمنزل اشتبه في احتضانه متمردين، من دون ان يذكر إذا كان الموقع المستهدف منزل عضو في البرلمان الأفغاني. وتثير عمليات الدهم التي تنفذها القوات الأجنبية خلال الليل غضب الأفغان، ويتوقع ان يزيد استهداف نائبة الضغط السياسي بالتزامن مع استعداد الحلف لشن هجوم كبير في قندهار. وحاول قائد قوات الحلف الأطلسي والقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال فرض قيود على المداهمات الليلة التي تمثل أسلوباً يقول إنه «ضروري أحياناً لملاحقة المتمردين»، لكنه قد يؤثر سلباً في استراتيجية كسب التأييد الشعبي عموماً. وتنص التوجيهات التي اصدرها ماكريستال على أن المداهمات الليلية يجب أن تكون الخيار الأخير، وأن تنفذ بمشاركة قوات أفغانية. لكن غفور خان الناطق باسم الشرطة الإقليمية اعلن أن العملية لم تنفذ بالتنسيق مع قوات الأمن الأفغانية. على صعيد آخر، أفاد تقرير اصدرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن «حال الاستقرار باتت لا تتراجع في أفغانستان، وأن معظم الأفغان يعتقدون بأن الوضع الأمني قد تحسّن منذ السنة الماضية، على رغم ارتفاع أعمال العنف بنسبة 87 في المئة من شباط (فبراير) 2009 وآذار (مارس) 2010، بسبب نشاط القوات الأميركية والأفغانية في مناطق لم يعملوا فيها سابقاً». وأشار التقرير الى حصول تقدم في استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تهدف إلى القضاء على تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وباكستان، واعترف بأهمية الأشهر الست المقبلة في تحديد الصورة الأخيرة للعملية.