«أحييكم تحية خالصة ملؤها الاعتزاز والتقدير بكل رجل عامل مخلص منكم وأنتم تعملون وبحرص شديد للحفاظ على مكتسبات ومقدرات وطننا الغالي في كل مكان وزمان من مناطق المملكة ومنطقة تبوك إحداها. هذه المنطقة العزيزة الغالية على نفوسنا جميعاً؛ التي تتميز بخصوصيتها لموقعها الجغرافي ولتاريخها العريق الذي يعود ل500 عام قبل الميلاد. ولتبوك في نفسي مشاعر خاصة حيث قضيت عدة أعوام من خدمتي العسكرية الميدانية هنا. أيها الإخوة الزملاء: لقد سعدت اليوم وأنا أشاهد ختام تمرين «القائد المتحمس» هذا التمرين القيادي الثنائي بالمشبهات حيث تم استخدام مشبهات نظام الصراع المشترك والتكتيكي وسرني وجود المراقبين والملاحظين في التدريب والتحليل وتخطيط المهمة، وهذه بلا شك تجارب أجزم وبتوفيق الله ثم بجهود الرجال المخلصين أن منسوبي اللواء السابع المدرع ولواء المشاة الآلي الثامن واللواء الثامن عشر المدرع قد استفادوا من نتائجه، وإنني أؤكد أنه كما لهذا التمرين من ايجابيات فأنني أؤمل بأنكم ستطورونها مع ضرورة دراسة السلبيات لتلافيها مستقبلاً. أيها الزملاء: إن المتتبع لهذا التمرين يعي بأنه بدأ على مستوى لواء واحد من القوات البرية الملكية السعودية ثم توسع العام الماضي إلى مستوى فرقة ولواءين. وهاهو قد ازداد توسعاً في هذا العام ليشمل فرقة وثلاثة ألوية، وأنتم تعلمون أننا ونحن ننفذ هذا التمرين بمشاركة الأصدقاء من الجيش الأمريكي ووجود مراقبين منه يأتي لتعزيز العلاقات السعودية الأمريكية الدفاعية وبالتعاون مع بعثة التدريب العسكرية الأمريكية التي احتفلنا معهم الأسبوع قبل الماضي بمناسبة مرور (57) عاماً على توقيع اتفاقية البعثة الأمريكية للتدريب. وأنا أحيي جميع الأصدقاء من الجانب الأمريكي على جهودهم الطيبة وتفاعلهم الجدي لإنجاح هذا التمرين مع أصدقائهم في القوات البرية الملكية السعودية. واعلموا جيداً أن تحقيق الأهداف التي رسمت لهذا التمرين ليست بالأمر السهل؛ ولكنها ليست بالمهمات المستحيلة، فتدريب قادة الفرقة وتدريب الألوية بمساعدة المشبهات لتنفيذ مركز القيادة وكذا تطوير إجراءات التخطيط لقادة الفرقة وأركانات الألوية والكتائب في مراكز القيادة التكتيكية إضافة إلى عمليات القيادة والسيطرة للإلمام بالمواقف وتصور ميدان المعركة مع تطوير عمليات مركز العمليات التكتيكي ؛ كل ذلك ينتج عنه قائد متحمس ملم بجميع الإجراءات لاسيما وأن هذا التمرين يتميز أيضاً بمشاركة إسناد جوي ودفاع جوي باستخدام المشبهات، وهذا بلا شك يعد فرصة مؤاتية لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة لرفع القدرات القتالية بمساعدة المشبهات لتحقيق الأهداف التدريبية المختارة. أيها الزملاء: لقد شدني وانتم تقومون بهذا التدريب المتقدم الحماس والجدية والروح المعنوية القتالية العالية لتنفيذ هذا التمرين على أكمل وجه وهذا بلا شك يعكس مدى ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تميز وجاهزية عالية وهذا التمرين ليس بالأول ولن يكون بحول الله الأخير فهاهم زملاؤكم بالقوات الجوية والقوات البحرية يقومون بتمارين مماثلة من حين لآخر مع القوات الأخرى الصديقة سواء كانت عربية أو إسلامية أو دولية، ومن هنا أعيد ما قلته سابقاً فليطمئن شعب المملكة العربية السعودية بأن هناك قوات مسلحة تعمل وتطور نفسها وبكل الدعم والمؤازرة من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذين لايألون جهداً في الرفع من مستوى قواتنا المسلحة. أيها الإخوة والزملاء: لقد قدمت القوات المسلحة السعودية تضحيات مشرفة للدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وكان للوحدات الميدانية في منطقة تبوك سجل ناصع من تلك المشاركات الفعالة سواء على أرض فلسطين ومصر وسورية ولبنان والكويت والصومال ويكفي سجل وحداتها المشاركة فخراً بأنها تحمل تواقيع رؤساء تلك الدول وفي الملاحم الداخلية حسبها شرفاً أن قاتلت ببسالة في معركة الحرم ومعركة الخفجي وسقط بعض أبنائها شهداء عند ربهم يرزقون، وحينما ابتلينا في الأشهر الماضية بمجموعات من المتسللين المعتدين على حدودنا الجنوبية هب أبطالنا من بعض الوحدات الميدانية في بعض مناطق المملكة ومنها المنطقة الشمالية الغربية للدفاع عن سيادة المملكة وسلامة أراضيها وطرد المعتدين على حدودنا الجنوبية في ملاحم تاريخية مشرفة أثبت فيها المقاتل السعودي صدق توجهه وعلو همته وقوة تدريبه وشراسة أدائه الرجولي وفي تلك المعارك المتفرقة شاءت قدرة العزيز الحكيم أن يختار إلى جواره عدداً من الشهداء الأبرار، نسأل الله أن يسكنهم الفردوس الأعلى كما وعد بذلك رب العزة والجلال. إننا اليوم ونحن نكرم ذويهم فإنني وباسم قائدنا الأعلى لكافة القوات العسكرية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام لنؤكد حرصهم حفظهم الله على ذوي الشهداء وإنكم في قلوبهم وبين عيونهم وستضل الدولة أيدها الله راعية لوالديهم وجميع أفراد أسرهم كما نصت على ذلك الأوامر السامية الكريمة. وليعلم الجميع أننا كلنا ذلك الرجل دعاة للحق حماة للوطن لانعتدي على أحد ولانسمح لأحد بأن يعتدي علينا. وفق الله الجميع لما فيه خير وطننا وقواتنا المسلحة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وشكراً لكم ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».