طمأن المدير العام للسجون في المنطقة الشرقية العميد عبدالله البوشي، الراغبين من رجال الأعمال في الاستثمار في صناعية سجن الدمام، من أن «السنوات العشر المجانية، الممنوحة للمستثمرين في صناعية السجن، قابلة للزيادة فضلاً عن العمل على تذليل العقبات كافة، رغبة منها في تشجيع المستثمرين، في افتتاح مصانع لهم». وجاء «التطمين» أمس، خلال مؤتمر صحافي، بمناسبة توقيع اتفاق التعاون بين صندوق «تنمية الموارد البشرية» وشركة «الموسى والسريع للأثاث الخشبي والمعدني والمختبرات»، لتدريب مئة نزيل. بعد أن أثار مدير الشركة عبد المحسن السريع، مسألة «قلق المستثمرين، وعدم إقبالهم، بسبب قصر الفترة الممنوحة لهم، في الاستفادة من أراضي الصناعية». ووقع اتفاق التعاون، المدير المكلف لفرع الصندوق في الشرقية عبد العزيز اليوسف، ومدير الشركة عبد المحسن السريع. وهي الثانية بين الصندوق والشركة. وقال اليوسف: «إن الاتفاق يشمل تدريب 35 نزيلاً على النجارة، ومثلهم على الدهان، و30 على الخياطة»، موضحاً أن الصندوق «سيدعم التدريب لمدة عامين، يتقاضى خلالها المتدربون راتباً شهرياً، يبلغ 900 ريال، يدفع الصندوق منها 300، وتودع في حسابات مصرفية للسجناء». ويتمتع النزلاء المتدربون بمزايا الموظفين في فترة التدريب. وأوضح السريع، أنهم «سيُلحقون في التأمينات الاجتماعية، إضافة إلى حصولهم على المكافأة والمنح والحوافز»، مبيناً أن «للمتدربين، بعد انتهاء فترة التدريب، وخروجهم من السجن، الحق في الالتحاق في الشركة، أو العمل في أي شركة أخرى، إضافة إلى إمكانية استقلالهم بمشروع خاص بهم، كما حدث في الدورة السابقة، التي شهدت افتتاح ورشتي عمل، لنزيلين بعد خروجهما من السجن». والتحق في الدورة الأولى 130 نزيلاً ونزيلة. وقال: «إن التجربة السابقة شهدت سلبيات، عملنا على تجاوزها في المرحلة الثانية، وبخاصة أن الدورات التدريبية تلقى دعماً من وزارة الداخلية، ممثلة في إدارة السجون في الشرقية، التي ألحت على إقامة مصنع داخل السجن». ويبن أن «العاملين في المصنع، الموجود حالياً في السجن، أبدعوا في عملهم، وحولوه إلى أفضل مصنع مُنتج للأثاث الخشبي والستائر وأعمال الديكور»، موضحاً أن «جهات عدة تعاقدت مع المصنع، لتأثيثها، ومن بينها شركة «أرامكو السعودية»، والهيئة الملكية في الجبيل الصناعية، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إضافة إلى «إسكان الأمير محمد بن فهد». وذكر أن المصنع «وقع عقداً بتسعة ملايين ريال، مع جامعة الملك فهد، لتأثيث المرحلتين الثالثة والرابعة من إسكان الطلاب، الذي سيضم 3300 طالب». وأشار إلى أن الإمكانات «محدودة» لدى المصنع، ما يؤدي إلى «استقبال عدد قليل من السجناء، وتدريبهم، وتوظيفهم»، متوقعاً «ارتفاع العدد في المرحلة المقبلة، وبخاصة أن الشركة تعمل على افتتاح مصنع جديد للمراتب، لن يقل عدد الموظفين فيه عن 65 نزيلاً». وعزا تخوف رجال الأعمال من الاستثمار في صناعية السجن إلى «قصر المدة المجانية في استثمار الأرض، وهي عائق يثير قلق المستثمر وعدم إقباله على إقامة مصنع بملايين الريالات»، مضيفاً «على رغم من ذلك؛ فإن الكثير من المعوقات تم التغلب عليها. وعملت إدارة السجن على تسهيلها». وطمأن المدير العام للسجون في الشرقية العميد عبدالله البوشي، في رده على السريع، من أن «السنوات العشر المجانية لاستثمار الأرض كافية، فضلاً عن أنها ربما تتكرر في المستقبل»، مضيفاً أن «إدارة السجن تسعى إلى تذليل العقبات كافة، بهدف إقامة مصانع مُصغرة، وتوفير فرص عمل للسجناء، تساعدهم على إعالة أسرهم، فضلاً عن قضاء أوقات فراغهم، إضافة إلى ما يعود عليه من نفع على المجتمع، وعلى أسرة السجين». وأشار إلى توفر نحو 300 ألف متر مربع «غير مستثمرة. وكنا طرحنا فكرة استثمارها في شكل متكرر على رجال الأعمال والغرفة التجارية، ولمسنا أخيراً، بعض التجاوب. ونحن في طور الإعداد للخطوات اللاحقة». وذكر أن «المشاريع تشمل فروع السجن في الأحساء وحفر الباطن والخبر».