أعلن الرئيس التنفيذي لموقع «نيتفليكس» الأميركي في «معرض الإلكترونيات للمستهلك» ريد هيستنغر الأسبوع الماضي، أنّ مستخدمو الموقع شاهدوا أكثر من 42.5 بليون ساعة من مقاطع الفيديو التي يوفّرها الموقع في العام 2015، ما يعني أنّ كلّ شخص شاهد المقاطع لحوالى ساعتين يومياً. وأفاد الكثير من المحللين أن «نيتفليكس» توغل داخل الدول بسرعة قياسية، إذ مر خلال 130 دولة في أعوام قليلة، وبدأ في تحطيم الأرقام القياسية من جهة عدد مرات المشاهدة والاستخدام. وذكر موقع «بيزنس انسايدر» البريطاني المتخصص في ريادة الأعمال، أن الدراسات أشارت إلى أن متوسط المشاهدة للمشتركين تجاوز معدل 1.8 ساعة يومياً في خلال العام 2015، وهذا يعني زيادة ملحوظة بمقدار 13 في المئة عن العام 2014، والتي قدرت بست ساعات شهرياً. وأورد الموقع أن الخطوة الفاصلة في العام 2015 لدى «نيتفليكس» هي جذب المستهلكين على نحو جدي، خصوصاً في الولاياتالمتحدة التي تمثل غالبية مستخدميه ب69 مليون عضو، ما أدى إلى التأثير إيجاباً على رفع نسب المشاهدة. وأفاد الموقع أن القائمين على خدمات التلفاز المدفوع خسروا حوالى 500 ألف مشاهد العام الماضي، بسبب تطور وانتشار «نتيفليكس»، وفقاً للباحث لدى مركز «جاك داو» جان داوسون. وأوضح داوسون أن خدمات التلفاز تعرض مقاطع فيديو وقنوات محدودة، ما يساعد على ترك المزيد من الوقت بمعدل خمس ساعات يومياً للمشاهد، الثغرة التي ساعدت على زيادة الاستخدام لموقع «نتيفليكس». وذكر الموقع أن المزيد من الخيارات الآن متاحة أكثر من أي وقت مضى، إذ شهد العام 2015 نمواً في عدد الخيارات المتاحة لمقاطع الفيديو على حسب رغبة المشاهد، وقامت مواقع عدة بالتطوير من أنفسها مثل موقع التجارة الإلكترونية «أمازون» وموقع مشاهدة الأفلام السينمائية على الإنترنت «هولو»، وتمكنوا من الفوز أخيراً باثنين من جوائز «غولدن غلوب» لعرض مسلسل الكوميديا «موزارت اين ذا جنغل»، ولم تحصد «نيتفليكس» على أي جوائز، على رغم أنها ترشحت لثمان جوائز. وأفاد أن ثان أكبر الشركات الإعلامية «هوم بوكس أوفس» التابعة ل«تايم وارنر»، احتلت قمة المشاهدات في العام 2015، متبوعة ب«شو تايم»، وفي الوقت نفسه، بدأت «دش نيتورك» البث مباشر للألعاب الرياضية، ومع ذلك لم تكن بالوفرة الكافية، لعرقلة مسيرة «نتيفليكس» وغيرها. وتحاول «نتيفليكس» الاستمرار في زيادة كسب المزيد من أوقات المشاهدين، على رغم زيادة المنافسة في جميع المجالات، ولأنها لم تحصل على أي جوائز «غولدن غلوب»، أنتجت سلسلة انتقادات متعددة، إذ تهدف إلى زيادة قائمة عدد المسلسلات إلى الضعف (31 مسلسل) العام المقبل، ومحاولة الاستثمار في إنتاج الأفلام، وهي المنطقة الأضخم لاستثمارات «أمازون». يذكر أن «نتيفليكس» أطلقت خدمتها لتزويد المواد الفنيّة عبر الإنترنت مقابل اشتراك شهري في منطقة الشهر الأوسط الشهر الجاري، وفي غياب الاتفاقات على قوانين الرقابة الدولية تتخصص في المحتوى الفنيّ المتداول على الإنترنت، ستكون «نيتفليكس» وغيرها من الشركات التي تقدم خدمات مشابهة هشّة كثيراً، فهي ستخضع لمزاج الرقيب العربي، والذي يعتبر من الصعب تخمين ما يفضله.