داء الكلَب مرض فيروسي قاتل، مصدره الأول الكلاب الشاردة، لكن هناك حيوانات أخرى تستطيع أن تنقله أيضاً، مثل القطط والذئاب والثعالب والخفافيش. وهناك حيوانات تحمل المرض من دون أن تظهر عليها علامات، وهنا خطورتها. ينتقل فيروس الكلَب من الحيوان المصاب الى الشخص من طريق العض أو بالتلوث بلعاب الحيوان عند لحس الأخير للجلد المصاب بخدوش أو بجروح مفتوحة تمهد الطريق لانسياب الفيروس الى الجسم لتستقر في الجملة العصبية. وبعد عبور الفيروس الى الجسم بفترة تراوح بين أسابيع قليلة وأشهر وربما سنوات تظهر عوارض المرض التي تتمثل في الصداع، والإعياء الشديد، والحمى، والتهيج، والعدوانية، والهلوسة، وزيادة إفراز اللعاب، والخوف من الهواء ومن الماء، والنوبات الصرعية، والتشنجات المؤلمة الطارئة التي تطاول عضلات البلع والتنفس، ومن ثم الشلل الذي ينتهي بالوفاة. لا يوجد أي علاج لداء الكلب إذا كانت الإصابة واضحة وصريحة، وكل ما يمكن القيام به في هذه الحال هو التخفيف من وطأة المعاناة. وإذا ما تعرض أحد للعض فإن أول شيء يجب فعله سريعاً هو غسل الجرح جيداً بالماء والصابون ومن ثم نقل المصاب الى أقرب مركز طبي. أما الوقاية من داء الكلَب فتتركز على تجنب الحيوانات المصابة به، والتخلص منها، وتحصين الحيوانات المنزلية، وتثقيف الناس بطبيعة المرض، خصوصاً الذين يعملون بتماس مباشر مع الحيوانات، وتفادي النوم في العراء. وبالطبع هناك لقاح يعطى للفئات المعرضة للخطر أكثر من غيرها، مثل الصيادين، والأطباء البيطريين. ويعطى اللقاح في بضع حقنات جلدية تترك وراءها عادة بعض التأثيرات الجانبية، مثل الإحمرار، والتورم، والألم، الى جانب بعض العوارض العامة، كالدوخة والصداع، لكنها عوارض عابرة سرعان ما تزول.