يأمل رئيس أنطش سيدة التلة في دير القمر الآباتي مرسيل أبي خليل في أن ينجح الاجتماع المقرر اليوم لفاعليات البلدة في التوصل الى تفاهم يدفع لتعويم الصيغة الائتلافية البلدية التي لم تصمد طويلاً بسبب الثغرات التي واجهتها في الاجتماع الموسع الذي عقد ليل الأحد الماضي وانتهى الى تراجع التوافق بسبب الاختلاف الناجم عن توزيع أعضاء المجلس البلدي على العائلات والأحزاب، على رغم الاتفاق على الدكتور انطوان شكري البستاني رئيساً للبلدية وبيارو عدوان نائباً له. وعلمت «الحياة» أن الاجتماع الموسع اليوم يعقد بناء لإلحاح من الآباتي أبي خليل في حضور النواب الحاليين والسابقين والوزراء السابقين وممثلي الأحزاب والعائلات في دير القمر. وهو أخذ على عاتقه القيام بجهد فوق العادة لإنقاذ الائتلاف البلدي الذي انهار بسبب إعادة خلط الأوراق. وبحسب المعلومات فإن إعادة الروح للائتلاف البلدي في حال تحققت في اجتماع اليوم لن تتم على أساس تبني الصيغة التوافقية السابقة بخصوص المرشحين لرئاسة البلدية ونيابتها في ضوء التطورات التي أخذت تتسارع في الساعات الماضية وأدت الى استبدال مرشحين آخرين بهما. لكن تعذر التفاهم على إعادة إنتاج صيغة ائتلافية قبل 72 ساعة من موعد إجراء الانتخابات في جبل لبنان، سيرتب على بعض الأطراف الرئيسيين المعنيين به اتخاذ مواقف يعلنون فيها عزوفهم عن التدخل في الانتخابات البلدية والبقاء على الحياد رغبة منهم في عدم إقحام أنفسهم في صراع بلدي بامتياز بعيداً من الانقسام السياسي في دير القمر وامتداداً في الشوف. وفي هذا السياق أبلغ رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون جميع المتصلين به من المرشحين للانتخابات البلدية أنه يعلق أهمية على اجتماع اليوم كمحاولة أخيرة لإنجاح الائتلاف وإلا سيضطر الى الإعلان عن وقوفه على الحياد. ونقلت ايضاً نايلة وديع عقل زوجة كميل دوري شمعون عن رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط وقوفه على الحياد رافضاً التدخل إلا في حال التفاهم على تعويم الصيغة الائتلافية. كما أن الوزير السابق ناجي البستاني أكد للذين اتصلوا به من المرشحين أنه لن يتدخل في البلدية في حال حصول معركة خلافاً لما أشيع اول من أمس عن أنه يدعم ترشيح الرئيس الحالي للبلدية فادي حنين لولاية جديدة. وفي خصوص الأسباب التي كانت وراء انفراط الائتلاف في دير القمر، علمت «الحياة» من مصادر مواكبة للمفاوضات التي سبقت التفاهم على صيغة توافقية أطاحت بها الاختلافات على توزيع الأعضاء، أن بداية التباين ظهر في اجتماع مساء الأحد الماضي. وكشفت هذه المصادر أن الاجتماع الذي سبق لقاء الأحد كان انتهى الى الاتفاق على اسم المرشح لرئاسة البلدية (بستاني) ونائبه عدوان والأخير تصالح مع شقيقه النائب في «القوات اللبنانية» جورج عدوان مع أنه محسوب على «التيار الوطني الحر» والوزير السابق بستاني في آن معاً وكان في طليعة الذين استقبلوا رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في جولته الأخيرة على بعض بلدات الشوف بدءاً بالمختارة. وأضافت أن ترشيح عدوان لنيابة الرئاسة لقي اعتراضاً، لكن سرعان ما أدت المداخلات الى تذليله مشيرة الى أنه تم تخصيص الاجتماع الأحد الماضي لتوزيع الأعضاء وعددهم على الأحزاب والعائلات. إلا أن الاجتماع بحسب المصادر نفسها - انفض الى اختلاف على توزيع الحصص بسبب رفض رؤساء الأحزاب أو من يمثلهم في دير القمر الموافقة على خفض حصة كل منهم من عضوين الى عضو واحد، إفساحاً في المجال أمام أوسع تمثيل للعائلات. وأوضحت أن اجتماع الأحد حضره شمعون وعدوان والآباتي أبي خليل ومساعده النائب السابق جورج ديب نعمة والوزيران السابقان جوزف شاوول وناجي البستاني والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني أدونيس نعمة والمرشح لرئاسة البلدية انطوان شكري البستاني. ولفتت الى أن تمثيل العائلات اصطدم بإصرار الأحزاب على ان تتمثل بعضوين في المجلس البلدي ما يعني أيضاً صعوبة حماية الكوتا النسائية مع أن جميع المعنيين لم يعترضوا في السابق على تحديدها ب3 مرشحات. وأكدت المصادر أن شمعون أخطأ عندما أصر على ترشيح كنته نايلة ابنة الوزير السابق وديع عقل من ضمن الحصة المخصصة ل «الأحرار» وقالت إنه كان من الأفضل له إدراجها على خانة الكوتا النسائية بدلاً من الحزبية. وتابعت أن إصرار شمعون على موقفه اعطى الأحزاب الأخرى ذريعة بعدم التنازل عن حصتها ما أدى الى الاختلاف. علماً أن لا اعتراض على ترشيح نايلة شمعون من ضمن الحصة النسائية. ورأت المصادر أن اجتماع اليوم يعقد في ظل معطيات بلدية جديدة. يمكن أن يعاد النظر فيها في حال التوصل الى إحياء الائتلاف وإلا فإن المعركة البلدية ستدور بين لائحتين الأولى يتزعمها حنين والثانية العميد نعمة الذي يرشح على لائحته كنة رئيس حزب «الأحرار». أما في الدامور، فالائتلاف الداعم للائحة التي يرأسها الرئيس الحالي للبلدية شارل غفري بدأ يواجه منافسة حامية من لائحة أخرى تمّ التفاهم بين أعضائها على ان تتشكل من دون تسمية المرشح لرئاسة البلدية ومن أركانها العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فريد أبو مرعي ومروان متني وممثلون عن كبريات العائلات الدامورية. وتقول مصادر مواكبة للتحضيرات الجارية لخوض المعركة أنها لا تستبعد حصول مفاجآت يمكن أن تؤدي الى خلط الأوراق في صناديق الاقتراع، خصوصاً أن للائحة المنافسة للائحة الغفري تضم مرشحين ينتمون الى اللون السياسي نفسه اللائحة الائتلافية وبالتالي هناك صعوبة في حمايتها من التشطيب. ويجد النائب عدوان الذي هو في الوقت نفسه نائب لرئيس حزب «القوات» صعوبة في التدخل بسبب اعتراض أكثر من ممثل ل «القوات» في الدامور على طريقة إدارته المعركة في بلدات الشوف وتحديداً في دير القمر. إضافة الى وجود توجّه لدى القواعد الحزبية بالتمرد على تركيب اللائحة الائتلافية من فوق من دون استمزاج رأيها في تركيب اللوائح، على رغم أن عدوان يتعامل مع ما تردد عن فرط الائتلاف في دير القمر على أن هناك مبالغة في إصدار الأحكام باعتبار أن أي ائتلاف يمر في اختلاف حول بعض التفاصيل التي يسعى الى حلها. لذلك فإن معظم البلدات في الشوف، درزية كانت أم مسيحية، أم مختلطة والتي تعذر فيها الائتلاف حتى الساعة يمكن أن تشهد مبارزة بلدية ساخنة لكنها تبقى في إطار التنافس العائلي لغياب الغطاء الحزبي عن العائلات.