«ماما أحضري الفطور الى غرفتي، انا على فايسبوك»، هكذا تكون معظم الصباحات في بيت كاثلين. هي سيدة اربعينية وأم لابنتين مراهقتين، وتقول: «منذ ان دخل فايسبوك بيتي ارتفعت أولويته فوق الجميع، بمن فيهم انا. طبعاً المغريات التي فيه كثيرة: اصدقاء ودردشة وصور وأغان وأفلام وكل ما تشتهيه العين والأذن». وتضيف بحسرة: «لا تجدي نصائحي لابنتي بوجوب التخفيف من استخدامه. لقد ادمنتاه وقد ابحث لهما عن طبيب قريباً، وأصبحتا لا تجالسانني ولا تزوران الاقارب ولا تذهبان للتسوق ولا تدرسان جيداً، متسائلة: هل هو العصر الحديث؟ ربما، لا ادري». والموقع الاميركي الاشهر على الإنترنت غني عن التعريف، بدليل أن عدد المستخدمين فاق ال400 مليون، 50 في المئة منهم يدخلون كل يوم، ويقوم اكثر من 35 مليوناً بتحديث صفحتهم يومياً، ويضم الموقع اكثر من 3 بلايين صورة، وأكثر من 5 بلايين محتوى، ما بين أخبار ومواقع إلكترونية وإعلانات وشركات تجارية وأحزاب سياسية ومنظمات اجتماعية ومنتديات ثقافية وصفحات لأشهر الفنانين والرياضيين ورؤساء الدول ولأفراد مغمورين نساءً ورجالاً... ويتواصلون بمختلف لغات البشر. وتشير الاحصاءات الى ان كل مستخدم يرسل 8 طلبات للصداقة شهرياً ويصرف 55 دقيقة يومياً، كما ان متوسط كتابة التعليقات هو 25 لكل مستخدم شهرياً، وتزيد ان نحو 70 في المئة من مستخدمي فايسبوك هم خارج الولاياتالمتحدة، ومنتشرون في 180 بلداً، كما أن اكثر من مئة مليون يستخدمون الموقع عبر هواتفهم النقالة. ويشير سايمون، وهو طالب جامعي، إلى أن الموقع بات شريكاً جديداً في الحياة العصرية، تجده في كل بيت، وتقرأ فيه عن القضايا المرفوعة ضده في الصحف. وتكتشف ان صديقاً لك فقد وظيفته بعدما ضبطه مديره في العمل متلبساً وهو يتصفحه». ويشدد سايمون على أن الموقع الشهير خير سند، «فإذا تقطعت بك السبل للعثور على صديق الطفولة او تخلت عنك حبيبتك وليس من يعزّيك، افتح فايسبوك». وتلفت نورا، وهي محاسبة، الى ان الموقع الاجتماعي صار افضل مكان لمعرفة آخر الأخبار: «صدقاً، لقد اضر بالصحف والمجلات والتلفزيونات والكثير من المواقع الإلكترونية، لا سيما المنتديات ومواقع التعارف وحتى الهاتف النقال». وتقول إن التواصل مع الآخرين مجاناً من اي مكان في العالم وإليه، صار ضرورة ملحّة، مشيرة إلى أنه لم يعد لدينا وقت للتفاعل الاجتماعي في الواقع، «فإذا تزوجت احداهن ابلغت الجميع عبر فايسبوك وهنّأوها عبره ايضاً». وتذكر أنها تبدأ مشوارها بتصفح ال WALL (أو لوحة الجدار) وهي عبارة عن مساحة مخصصة للتعليقات على الملف الشخصي لأي مستخدم، وقبل ان تخلد للنوم، تحيّي اصدقاءها ممازحة بالقول: «تصبحون على فايسبوك».