قالت جماعة «السلام الأخضر» (غرين بيس) المدافعة عن البيئة، اليوم (الأربعاء)، إن مستويات تلوث الهواء تراجعت في معظم المدن الصينية خلال العام الماضي، لكن الرطوبة وقلة الرياح خلال فصل الشتاء الحالي تسببا في موجة خانقة من الضباب الدخاني. وأصدرت العاصمة اليابانية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أول «تحذير أحمر» من تلوث الهواء. ونبّه «مجلس بلدية بكين» من أن المدينة سيغلفها ضباب دخاني، ما استلزم منع سير المركبات الثقيلة، والحد من عدد السيارات المارة على الطرق، والتنبيه على المدارس بتأجيل الدراسة موقتاً، ووقف أنشطة العمليات الإنشائية. وقال مسؤول المناخ والطاقة في «غرين بيس»، دونغ ليان ساي، إنه «على رغم الشتاء الخانق والتحذير الأحمر، إلا ان البيانات تشير إلى اتجاه ايجابي في بكين وفي شتى أرجاء البلاد بخصوص انخفاض تلوث الهواء، لكن جودة الهواء لا تزال تمثل مخطار صحية كبيرة». ونقلت «غرين بيس» عن بيانات رسمية من 189 مدينة، أن «المتوسط السنوي لانتشار الجسيمات المجهرية التي يقل قطرها عن 20 ميكرومتر، والتي يمكنها اختراق الرئة بلغ 10.3 في المئة العام الماضي، بالمقارنة مع العام 2014». وقالت الجماعة إن هذه الجسيمات الدقيقة تراجعت بنسبة 16 في المئة خلال النصف الأول من العام الماضي مقارنة مع العام 2014. ولم يعترف «الحزب الشيوعي الصيني» بالأضرار الناجمة عن عقود من النمو الاقتصادي الجامح إلا خلال الأعوام الأخيرة. وتشن الصين حملة على التلوث منذ العام 2014. وتواجه الصين تحدياً كبيراً، علاوة على حساسية الموضوع، إذ يجري تنظيم آلاف الاحتجاجات سنوياً إثر مخاوف من تدهور الأحوال البيئية، فيما تلعب العوامل البيئية التي لا يمكن التحكم فيها، مثل الرياح، دوراً كبيراً في بقاء التلوث. وقالت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) في الآونة الأخيرة، إن الجهات الرقابية البيئية في العاصمة الصينية جمعت حصيلة بلغت نحو 183 مليون يوان (27.76 مليون دولار) من قيمة غرامات فرضت على منتهكي اللوائح البيئية العام الماضي. ويسعى الحزب إلى تجهيز مسؤولي التفتيش البيئي بصلاحيات أوسع وموارد أكبر، لمواجهة مصادر التلوث المستديمة، وإصلاح أجهزة الحكم المحلي التي تحمي المتسببين عن التلوث. وظهرت سحابات كثيفة من الضباب الدخاني في مناطق واسعة من شمال الصين خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بكين، وهي مشكلة لا تزال قائمة ومتكررة على رغم التعهدات الحكومية لتشديد الحملات على المخالفين. وبلغ مستوى التلوث بالضباب الدخاني في مدينة شنغهايالصينية في الآونة الاخيرة أعلى مستوى له منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. فيما قلصت السلطات من حجم العمل في المواقع الإنشائية والمصانع مع انتشار تلوث الهواء في شتى أرجاء البلاد.