يعارض فريق من علماء الأحياء والرياضيات من ثلاث جامعات بريطانية الاعتقاد السائد في شأن اللَّمَع، وهو مرض وراثي حميد تسببه طفرة ويظهر في صورة تغير في اللون المميز لبقع الفراء أو الوبر الملونة لدى القطط والجياد والكلاب والأيائل، فيما يؤثر أحياناً في لون شعر الإنسان. وفي ورقة بحثية نشرتها مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، يقول الفريق البحثي برئاسة كريستيان ييتس عالم البيولوجيا الرياضية في جامعة باث في غرب إنكلترا، إن نتائج البحث تنطوي على آثار محتملة تتصل بطائفة واسعة من الأمراض الجنينية الخطرة. ومرض اللَّمَع واحد من تشوهات عدة توصف في بعض الأحيان بأنها أورام في الجهاز العصبي وتسبب الصمم ومشكلات هضمية وثقباً في القلب، وتنشأ أصلاً عند عجز بعض الخلايا عن الانتقال إلى مكانها الصحيح أثناء مرحلتي النمو والتطور الجنيني. ويمكن القول إن سبب هذا المرض طفرة جينية تعبر عن نفسها في صورة مناطق من الفراء أو الشعر أو البشرة تفتقر إلى الصبغة الملونة الطبيعية. وتظهر هذه المناطق الشاذة في بطن الحيوان ورأسه، فيما تظهر نادراً عند الإنسان في شكل تغيّر في لون شعر الذؤابة إلى الأبيض في مقدم الرأس. ويشيع هذا المرض لدى القطط بسبب عمليات التربية الاختيارية المختلطة عندما يميل عشاق تربية الحيوانات الأليفة إلى إجراء تناسل بين نوعين من السلالات. وقال ييتس: «اللَّمَع مرض سببه عجز الخلايا عن الهجرة إلى المكان الصحيح في الأطوار الجنينية الأولى وعدم الاستقرار في الموضع السليم. والخلايا موضع الدراسة المتسببة في هذا المرض والمسماة الخلايا اللونية مسؤولة عن إعطاء الصبغة اللونية للشعر والبشرة، «وهي تنشأ في ظهر الجنين وتحاول الهجرة إلى الجلد لتغطية كل بشرة الجنين. وعندما تعجز عن ذلك، تظهر بقع في الجلد والشعر تفتقر إلى هذه الصبغة».