قابل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارة خاطفة قام بها الحريري امس، لشرم الشيخ، وقال المكتب الإعلامي للحريري انها «كانت مناسبة اطمأن خلالها الى صحة الرئيس مبارك، وجرى البحث في المستجدات الإقليمية والدولية». ورافق الحريري النائب السابق باسم السبع ومدير مكتبه نادر الحريري والمستشاران محمد شطح وهاني حمود. وصرح الحريري بعد اللقاء ان الاجتماع «كان جيداً جداً، هنأته بالسلامة واستفدت من حكمته ورؤيته البعيدة المدى للأمور في المنطقة. وتناولنا التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وسورية، ووضعته في جو الاتصالات الدولية التي نجريها لحماية لبنان». وأوضح الحريري ان الاتصالات التي يجريها «من أجل حماية لبنان خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية الحاصلة. وأبلغني الرئيس مبارك أن مصر بدورها تقوم باتصالات وهي دائماً إلى جانب لبنان وسورية في مواجهة إسرائيل». وأضاف: «إن التعنت الإسرائيلي في مواجهة عملية السلام مرفوض، ونقف إلى جانب الإخوة الفلسطينيين لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وإنجاز حق العودة». وأشار الحريري الى انه طمأن الرئيس مبارك على مناعة لبنان من أية مشاكل داخلية، «وأكدت له أن الوحدة الوطنية بخير، ونحن كلبنانيين سنكون دائماً ساعين الى الوحدة الوطنية، كذلك طمأنني الرئيس مبارك إلى أن الاتصالات التي يقوم بها شخصياً تتسم بالإيجابية لمنع حدوث أي أمر ضد لبنان أو المنطقة». وعن سبب مواصلة الاتصالات الأوروبية وما اذا كان هناك تخوف من شيء ما آخر، قال الحريري: «علينا أن ننظر إلى هذه التهديدات في شكل جدي وأن نقوم بالاتصالات اللازمة. فوضع لبنان في موقع الاتهام والحديث عن صواريخ تأتي من سورية إلى لبنان من دون أي إثبات هو أمر مرفوض بالنسبة الينا. وننظر إلى الأمر على أنه محاولة وضع حجج لاحتمال قيام أي حرب في لبنان». وعن سلاح «حزب الله»، أوضح الحريري «ان لدينا طاولة حوار نتحاور حولها كقيادات سياسية حول استراتيجية دفاعية، ويجب أن يكون الحوار بناء وبعيداً من التخوين وضرب الوحدة الوطنية والتشنجات، وعلينا أن نعطي الأولوية للحوار على أي احتقان سياسي في البلد». وعن تفسيره للموقف الأميركي الذي يردد الموقف الإسرائيلي نفسه، أجاب: «هم يقولون إن لديهم بعض المعلومات ونحن نقول إن هذه المعلومات ليست كافية، ولا بد من أن تكون الأمور واضحة جداً بالنسبة الى هذه المعلومات التي يتحدثون عنها. وقلنا بكل صراحة إن هذه الحجج التي تُبنى لمحاولة ضرب استقرار لبنان وسورية مرفوضة، كما أن تبني هذه المعلومات مرفوض. وشهدنا في لبنان كمية العداء الإسرائيلي الهجومي بحق لبنان من خلال حرب عام 2006 أو بالنسبة الى العملاء الذين تم إلقاء القبض عليهم على يد قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني. ونعتبر أن كل ما يصدر عن إسرائيل من تصريحات واتهامات ننظر له بجدية وعلينا أن نجري بناء عليه الاتصالات اللازمة». وعن مدى التنسيق في المواقف بين سورية ولبنان، قال الحريري: «نحن على تواصل مع سورية والاتصالات جارية، والمهم أن المشكلة اليوم أن إسرائيل لا تتحدث إلا بالحرب ولا تقوم إلا بتهديدات من هنا وهناك، لأنها لا تتقدم في أي مرحلة من المراحل على طريق عملية السلام». وعن إمكان أن يكون السلاح الفلسطيني الذريعة التي تحملها إسرائيل لشن حرب جديدة ضد لبنان، قال الحريري: «بعد كل ما رأيناه من عملاء إسرائيليين في لبنان وأعداد هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم، وبعد التهديدات، نقول إن هناك عملية سلام جارية ومحاولات أميركية وأوروبية وعربية على قدم وساق لإنعاش عملية السلام، لماذا تهدد إسرائيل لبنان؟ الجواب هو أن إسرائيل لا تريد فعلياً السلام. علينا أن نكون واضحين مع المجتمع الدولي ونقول لهم إن عليهم أن يضغطوا على إسرائيل». الى ذلك، لفت الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي الى أن الوزير أبو الغيط شدد في رسالة وجهها الى نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على اهمية الدور الأميركي لنزع فتيل التوتر وتجنب انزلاق الموقف الى مواجهة يدفع لبنان ثمنها من دون مسؤولية من جانب الدولة اللبنانية في التصعيد الحالي. وأشار الى أن أبو الغيط نقل لكلينتون «القلق الذي يستشعره اللبنانيون إزاء التطورات الحاصلة والتصعيد الإعلامي وغيره من أشكال التوتر الذي ينذر بالخطر». وبحسب زكي، أكد أبو الغيط «وقوف مصر الى جانب اللبنانيين ورغبتها وسعيها لتجنيب لبنان أية مخاطر تهدد أبناءه واستقراره ومسار التنمية فيه». وأعلن زكي أن أبو الغيط «وجه أيضاً رسائل في هذا الصدد الى كل من وزراء خارجية الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من الأطراف الدولية المعنية في الشأن اللبناني، وأثار الموضوع ذاته (اول من) أمس مع وزراء خارجية أوروبيين وعرب وأبدى الجميع اتفاقهم على ضرورة الاهتمام بتجنيب لبنان مخاطر التوترات الحالية».