من بطل سينمائي خلال ستينات القرن العشرين، إلى هائم على وجهه في الشوارع يتسوّل قوت يومه متخذاً الأرصفة فراشاً، حتى تكفّلت به نقابة المهن السينمائية برعايته أخيراً، رحل الفنان عبدالعزيز مكيوي في إحدى دور رعاية المسنين في ضاحية مصر الجديدة في القاهرة عن 82 سنة. وشيّعت الجنازة عصر أمس، من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة. ارتبط اسم الراحل بدوره المميز المناضل «علي طه» في فيلم «القاهرة 30» عن رائعة نجيب محفوظ، وإخراج رائد الواقعية المصرية صلاح أبو سيف، أمام الفنانة القديرة سعاد حسني. ويتناول الفيلم حياة ثلاثة طلاب يعيشون في منزل واحد، تجمعهم الظروف ذاتها ويعصرهم الفقر والعوز، لكن نظرة كل منهم إلى الحياة مختلفة. فعلى عكس زملائه، يؤمن بمبادئ الاشتراكية ويدعو إلى الثورة على فساد الحكومة وارتباطها بالإنكليز. وُلد مكيوي عام 1934، وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954. كما حصل على دبلومين في السياسة وترجمة الأدب، وسافر لدراسة الإخراج في بعثة إلى الاتحاد السوفياتي أكملها في إنكلترا. وكان يتقن الإنكليزية والفرنسية والروسية. عرفه الجمهور عندما تألق في مسرحية «الطعام لكل فم» لتوفيق الحكيم، والمذاعة تلفزيونياً في بداية الستينات، وكانت قمة تألقه «القاهرة 30» عام 1966. ثم اتجه إلى التلفزيون وشارك في العديد من المسلسلات، منها: «المنيرة»، «أوراق مصرية»، و «الساقية». ومن أبرز أفلامه: «لا وقت للحب» و «لا تطفئ الشمس». وآخر أعماله كانت الجزء الثاني من مسلسل «أوراق مصرية» عام 2002. وتأتي وفاة عبدالعزيز مكيوي بعد أيام قليلة من وفاة أحد أبرز نجوم «القاهرة 30» حمدي أحمد. وكان وكيل أول نقابة المهن التمثيلية الفنان سامح الصريطي، انتقد نشر صور الفنان الراحل قبل وفاته، وأكد وقتها أن هناك من استغلّ صوراً قديمة للراحل، سبق أن نُشرت قبل عام 2011، لتوجيه النقد إلى النقابة لتخلّيها عن عبدالعزيز مكيوي. وأعلن الصريطي آنذاك، أن الفنان يتلقى علاجاً من طريق نقابة المهن التمثيلية، على نفقة القوات المسلّحة وفي أحد مستشفياتها الكبرى.