لا أعلم ما هو السبب الذي يقع خلف تسويف قضية زوجة المسيار التي تقبع حتى اللحظة ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر في مستشفى حكومي في الطائف وطفلها يقبع في حضانة المستشفى ولا يسمح لها الا برضاعته فقط وليس البقاء معه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً... الأخبار الأخيرة تفيد أن الزوج تم استدعاؤه أخيراً (على رغم أنه يعمل في قطاع عسكري معروف) وعنوانه لابد أن يكون معروفاً أيضاً، ولا أعلم أيضاً لمصلحة من لم يتم السماح لها بالظهور أو بالاتصال بأحد البرامج الصباحية على التلفزيون السعودي لإثارة قضيتها ولتذكير الرأي العام بها، وأيضاً الأخبار الأخيرة تقول إن الطفل أصابته الحساسية نظراً إلى بقائه في حضانة لا تتناسب مع عمره ولا تتناسب مع حاجته إلى حضن والدته التي وعدت من أكثر من جهة بسرعة إنهاء قضيتها ومعاقبة من ألقاها في الشارع من دون أدنى مروءة؟ بعد أن جردها من أوراقها الثبوتية وانكر في التحقيق الأولي زواجه منها ثم عاد واعترف ثم عاد وكذب بشأن تطليقها، ثم تمت مواجهته بالأوراق التي تثبت بأنها كانت معه في إحدى الشقق المفروشة. فعاد واعترف ببنوته للطفل الذي ما زال بلا اسم حتى اللحظة! أسئلة كثيرة تراودني وتغافلني ونحن جميعاً نعرف ان القضية قضية حقوق امرأة وحقوق طفل رضيع وحقوق مجتمع أجاز لفترة طويلة زواج المسيار وشجع عليه، وها هي النتيجة التي نقف أمامها مكتوفي الأيدي... عندما كتبت مقالي الأول عن هذه القضية فوجئت بتعليقات كثيرة ومتباينة حول هذه القضية ولفت نظري اتفاق الكثيرين ومعظمهم على ما أتصور من الرجال (بأن ما حدث هو خطأ الزوجة المسيارية التي اتفق معها زوجها على عدم الإنجاب ... فخالفت من وجهة نظرهم الاتفاق المبرم (فعليها أن تتحمل نتائجه)؟ نعم هكذا بكل بساطة ووضوح وصراحة، وهذه هي ثقافة الكثير من الشباب والرجال وكأن المرأة تحمل بجنين بمفردها وليس الرجل مسؤولاً أيضاً عن ذلك ان لم تكن المسؤولية الكبرى عليه أولاً وأخيراً. نعم نحن مهتمون بما ستؤول إليه هذه القضية لأن الكثير من الرجال منتظرين ربما ليتعلموا ويتأكدوا ألا عقاب سيطولهم، وأرجو بل آمل أن يحل هذا الموضوع بأقرب فرصة بأن تمكن المرأة من إثبات نسب وليدها وبأن تحتضن هذا المولود وأن يتم تسجيلها في الضمان الاجتماعي وأن يتم توفير سكن آمن لها وان يعاقب هذا الرجل بعقوبة تقول له وللآخرين بأن المراة ليست لعبة يلهو بها قليلاً ثم يتركها ليبحث عن غيرها، لأنه يعرف أن المجتمع لن يجبره على شيء كما فاطمة بنت قضية اللعان الذي ما زالت بلا هوية حتى اللحظة ولم يجبر الأب على تحليل الحمض النووي. ربما لخوفه ان تصدق المرأة التي نال من سمعتها وشرفها بكل بلادة ولم يعاقب على ذلك (على ما أتصور)! الشهر الماضي حصلت المرأة على حق الحصول على صك الطلاق الأصلي بعد أن كان ورقة ضغط ومساومة أساءت كثيراً لنسائنا... وغييبت الكثير من حقوقهن. وما زلنا نتطلع للمزيد... القضية هي قضية تمكين والاعتراف بالمرأة ككائن مستقل له الحق بأن يعيش بكرامة تليق بما كتبه الله وأقره لها من فوق سبع سموات. [email protected]