تعاني مخازن الشعير سوء التنظيم والتخزين وعدم وجود صوامع للشعير، إضافة إلى وضع الشعير في أماكن معرضة للغبار والحشرات وسوء التعبئة، ما يسبب خسائر مادية لموزعي الشعير إذ يرفض الموردون الرئيسيون إعادة الشحنات إليهم بسبب وجود حشرات وطيور نافقة داخل أكياس الشعير.ورصدت «الحياة» في جولة في مخزن احدى المؤسسات في قرية جودة على طريق الرياض - الدمام وجود حشرات في الشعير المعرض للأتربة والعوامل الجوية، إذ يوجد الشعير في الهواء من دون غطاء، كما لا توجد صوامع لتخزين الشعير، وتسببت الأمطار في تشكيل كرات صلبة من الشعير.ويوجد عديد من الشركات المستوردة للشعير في المملكة سواء في المنطقة الشرقية أو المنطقة الغربية، وتعاني سوء التعبئة والتخزين، ما يؤدي إلى تضرر الثروة الحيوانية في المملكة في النهاية.وتحدثت «الحياة» مع مسؤولين في وزارة الزراعة وقاموا بدورهم بإخلاء مسؤولية الوزارة عن تنظيم مخازن الشعير، وأكدوا أن المسؤولية تقع على عاتق وزارة التجارة والصناعة، غير أن الأخيرة أكدت عدم علمها بسوء التخزين في هذه المخازن، وأنها سترسل مفتشيها لمعرفة الوضع في مخازن الشعير على الطبيعة.من جهته، أوضح موزع الشعير عبدالله عبدالمحسن أن ما تقوم به مؤسسة مؤسسات استيراد الشعير من مخالفات صريحة في تعبئة وتخزين الشعير يتسبب في مشكلات للحيوان، منها إصابته بالتهاب معوي قد يؤدي إلى نفوقه خلال 12 ساعة.وقال ل«الحياة»: «هذه المخازن ليست مراقبة من وزارتي التجارة والصناعة والزراعة في المملكة، وجميع مستوردي الشعير في السعودية يعانون سوء تنظيم التخزين سواء في الميناء أو في الأماكن الأخرى».وأضاف أن «الشركات المستوردة للشعير تعاني سوء التنظيم وعدم وجود صوامع لحفظ الشعير من الحشرات والقوارض، كما أن 20 في المئة من عبوة أكياس الشعير عبارة عن أتربة، ما يعني أن خمس وزنها ليس شعيراً، ولو انتقدنا مستوردي الشعير بخصوص سوء تنظيم عمليات التخزين والتعبئة فسيرفضون إعطاءنا حصصنا». من جهته، أوضح موزع الشعير سعد المرزوقي أنهم يعانون سوء التخزين من جانب الموردين الأساسيين للشعير، إذ يجدون حشرات وطيوراً نافقة داخل أكياس الشعير، إضافة إلى أتربة تزيد وزن الشعير عند التعبئة بنسبة 20 في المئة، ما يسبب في النهاية مشكلات لأصحاب المواشي.وأكد المرزوقي أنه في حال «أخذ الموزع شحنات شعير من الموردين وكانت سيئة فإنه من الصعب إعادتها إلى الموردين، ما يسبب خسائر مادية للموزع تقدر بمئات الآلاف من الريالات، وفي النهاية لا توجد حماية للموزع في إعادة شحنات الشعير التي يصعب على أصحاب المواشي تغذية مواشيهم بها، خوفاً من أن تتسبب في نفوق ماشيتهم».وتابع قائلاً: «أكياس الشعير لا يوجد عليها تاريخ الإنتاج أو الصلاحية، وقد تلحق بالشعير أضرار إذا طالت فترة تخزينه».في المقابل، شدد أستاذ فسيولوجيا المحاصيل في جامعة الملك سعود الدكتور مصطفى محمد سليم على ضرورة تعبئة الشعير في أكياس كبيرة لا تزيد على 100 كيلو، على أن تكون ذات ثقوب كبيرة للتهوية، ولا يجب وضعه على شكل أكوام ويكون معرضاً للأتربة والحشرات، إذ ترتفع درجات الحرارة في هذه الأكوام، وقد يتلف الشعير وتتكون داخله مواد سامة وفطريات.وأضاف سليم أن الحبوب مثل الشعير يجب أن تحفظ في صوامع، وطالب بأن تكون هناك توعية من وزارة الزراعة لأصحاب هذه المخازن بضرورة اتباع الطرق العلمية الصحيحة في تخزين الشعير حتى لا يصاب الشعير بفطريات «الاسبيرجيوس» وغيرها من عفن وفطريات قد تتسبب في نفوق الحيوانات.يذكر أن هيئة الغذاء والدواء انتهت من صياغة المسودة النهائية لنظام الأعلاف الحيوانية الجديد، تمهيداً لإقرارها من الجهات العليا، ويحدد النظام الجديد المتطلبات الرئيسية والاشتراطات الصحية للأعلاف الحيوانية، ويركز على سلامة الأعلاف، وسيعمل على الحد من الممارسات السلبية في سوق الغذاء الحيوانية، كما سيعمل على مراقبة الأعلاف المستوردة لينعكس بدوره على سلامة غذاء الإنسان.وتعمل الهيئة على بناء منظومة تشريعات أنظمة ولوائح فنية تمكنها من القيام بمهامها الرقابية، وتمثل الأعلاف أهمية قصوى لصحة الحيوان وسلامة غذاء الإنسان، ولا سيما الغذاء من الأصل الحيواني المتمثل في اللحوم المختلفة والحليب ومشتقاته وكذلك البيض. يذكر أن المملكة تعد المستهلك الأول للشعير في العالم، إذ تستورد من 5.5 إلى 6 ملايين طن سنوياً من الشعير، وهو ما يساوي 50 في المئة من الإنتاج العالمي المتاح للتصدير، وتقفز في سنوات الجفاف إلى نحو 60 في المئة لتبلغ نحو 7 ملايين طن، وتحصل السعودية على 95 في المئة من حاجاتها من الشعير من الدول الأوروبية.