أكد اختصاصي في الطب الشرعي في الرياض الدكتور أحمد عبدالمعطي أن 61 في المئة من وفيات الفجأة بسبب القلب والجهاز الدوري، و18 في المئة من الجهاز العصبي المركزي، مشيراً إلى أن وفيات الفجأة نتيجة السكتات الدماغية والقلبية في تزايد مستمر بحسب إحصاءات الأممالمتحدة. وأضاف خلال الدورة التدريبية الأولى لتطوير وتثقيف منسوبي شرطة منطقة الرياض في مجال الطب الشرعي التي افتتحت أمس، أن ظاهرة موت الفجأة حديثة العهد نسبياً، لافتاً إلى أنه من المحتمل أن يظهر الشخص بصحة جيدة وفي الوقت نفسه يعاني من آفة مرضية خطيرة غير ظاهرة، لذا لايمكن الإقرار بسبب الوفاة في حالات موت الفجاءة بالكشف الظاهري فقط، وفي مثل تلك الحالات يجب تشريح الجثة لتلافي خطأ تشخيص الوفاة إصابياً من دون النظر إلى الحالة المرضية المسببة لفجائية الوفاة. وذكر أن حالات وفاة الفجأة في الأماكن العامة، بعضها مصحوبة بإصابات سطحية وخروج الدم أو زبد رغوي، إذ إن بعضها تبقى في مسرح الوفاة لفترة طويلة مع ظهور علامات التعفن الرمّي، وخروج سوائل بها دم من الجسم، بعضها تكون بإصابات سطحية. من جانبه، قال اختصاصي الطب الشرعي في الرياض الدكتور أحمد مختار، إن الإصابات تنقسم من الناحية القانونية إلى الإصابات البسيطة، التي تلتئم في فترة زمنية بسيطة، ولا ينتج عنها عجز أو عاهة مستديمة، والإصابات الخطيرة، التي تلتئم في فترة زمنية طويلة ويكون فيها عجز أو عاهة مستديمة، مثل استئصال عضو أو فقد البصر، إضافة إلى الإصابات المميتة، التي تؤدي إلى الوفاة سواءً بذاتها أم نتيجة للمضاعفات الناجمة عنها. وأوضح أن الإصابات ليست ذات أهمية للطبيب الشرعي فقط، وإنما تهم رجل الشرطة ووجهات التحقيق، إذ إن رجل الشرطة أول من يصل إلى مسرح الوفاة، ويشاهد المتوفى، فتكون الإصابات التي يشاهدها هي أول وأهم مدلول له، يعطيه فكرة كبيرة عن الواقعة قبل التحري والشروع في بقية الإجراءات، وبناءً عليه يتعرف على أهمية الإصابات من الوجهة الطبية الشرعية، ما يعينه بشكل كبير جداً على كيفية سير التحقيق في الواقعة، مشيراً إلى أن الإصابات الطفيفة ترجح احتمال وجود شبهة جنائية في الوفاة، فعند وجود سحج ظفري في منطقة العنق أو في الجهة الداخلية للفخذين، ما يزيد من نسبة وجود شبهة جنائية في الوفاة. بدوره، ذكر اختصاصي الطب الشرعي الدكتور محمد مهدي أن الموت يكون بتوقف 3 أجهزة في الإنسان بصورة دائمة، وتنتهي بتحلل الجسم تحللاً كاملاً، أما مخلفاته فتصبح على هيئة هيكل عظمي، لافتاً إلى أهمية دراسة العلامات التي تظهر على الجثمان بعد الوفاة تكشف هل حدثت الوفاة حقيقة أو أن الشخص في حالة موت ظاهري ومعرفة ساعة حصول الوفاة. إلى ذلك، أكد مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبدالله الشهراني أن التواصل بين الطبيب الشرعي ورجل الضبط يخدم العمل الأمني والجنائي، ويوثق الروابط، ويدعم العمل الأمني الجنائي بينهما، إضافة إلى أنه ينعكس على صحة إجراءات التحقيق بالقضايا. وأوضح نائب المدير الطبي والمشرف على التدريب والتعليم المستمر في الطب الشرعي في الرياض الدكتور مشهور الوقداني ل «الحياة»، أن اليوم الأول من الدورة تناول كيفية الوفاة والتغيرات الرمية وموت الفجأة وعلاقته بالوفيات المشتبهة، وأنواع الإصابات ومدلولاتها الطبية الشرعي، إذ إن اليوم الثاني سيتناول كيف يكون التسمم بالكحول، والإصابات بالأعيرة النارية وحوادث السير، وفي آخر أيام الدورة يتحدث الأطباء الشرعيين عن تقدير مدة الوفاة، وفحص مسرح الوفاة، والاختناقات الرضية، والفروقات بين الحوادث الجنائية والانتحارية والعرضية.