احتلت رؤوس الأموال والشركات السورية التي أُسّست في تركيا خلال العام الماضي، المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في البلاد، بنسبة وصلت إلى نحو 22.3 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية هناك، أما عدد الشركات التي أسسها مواطنون سوريون من بداية العام الماضي حتى شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه، فبلغ 1284 شركة. وذكر بيان صادر عن رئاسة «هيئة الطوارئ والكوارث الطبيعية» (آفاد)، التابعة لرئاسة الوزراء التركية أنه «في ظل استمرار الحرب الأهلية في سورية منذ 5 سنوات، بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا أكثر من 2.4 مليون لاجئ، يسعون لنسيان آثار الحرب من جهة، وأصبحوا من جهة أخرى عاملاً مهماً في الاقتصاد التركي». وأضاف البيان: «خلال 11 شهراً من العام الماضي، وصل مجموع الاستثمارات الأجنبية في البلاد إلى 918 مليون ليرة تركية (حوالى 300 ألف دولار أميركي)، وبلغت قيمة استثمارات السوريين منها 205 ملايين ليرة تركية». وذكر تقرير ل "اتحاد الغرف التجارية التركية" الاتحاد أن عدد الشركات الأجنبية التي أُسّست في شهر تشرين الأول (أكتوبر) وحده بلغ 366 شركة، 136 منها تأسست لمصلحة مواطنين سوريين، 28 لمواطنين ألمان، و26 لمواطنين عراقيين والباقي لمواطنين أجانب من مختلف الجنسيات. وذكرت وكالة «ترك برس» أن العدد الإجمالي لشركات السوريين المسجلة في تركيا بلغ ألفين و827 شركة، وأوضح خبراء أن هذه العدد يتجاوز 10 آلاف شركة عند إضافة الشركات غير المسجلة، والشركات التي لديها شركاء من المواطنين الأتراك. ويتوقع الخبراء أن حال السوريين في تركيا ستتحول من الضيف إلى المستقر، خصوصاً عقب القرار الذي صدر الجمعة الماضي، والقاضي بمنح تصاريح عمل للأجانب (السوريين) الخاضعين ل«الحماية الموقتة» في تركيا، حيز التنفيذ مع نشره في الجريدة الرسمية، إذ من المنتظر أن يستفيد من القرار عدد كبير من السوريين المقيمين على الأراضي التركية. ووفق صحيفة «دنيا» التركية، فإن 60 في المئة من إجمالي الشركات السورية تقوم بفاعلياتها في مدينة إسطنبول، وبحسب الأرقام الرسمية، فإن ألفين و827 شركة سورية تعمل في إسطنبول، و471 شركة في غازي عنتاب، و250 في هاتاي، و70 في كيليس، و56 في أورفا، و22 في قهرمان مرعش، وكلها أعضاء في غرف التجارة والصناعة. وتعمل 978 منها في تجارة الجملة و606 منها في أعمال الصيانة و288 شركة في قطاع العقارات. ويتركز نشاط الصناعيين السوريين في المدن الصناعية التركية في كل من غازي عنتاب وبورصة ومرسين وإسطنبول، إذ يوازي عدد الورشات والمعامل السورية عدد نظيرتها المحلية في بعض مدن تركيا، وتدخل بضائعهم أسواق إسطنبول وإزمير ومرسين وباقي المدن التركية، وتصدر عبر الموانئ إلى دول أوروبية عدة وإلى شمال أفريقيا وبراً إلى شمال العراق. يذكر أنه وبحسب أرقام «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» التابعة للأمم المتحدة، فإن تركيا تحتل المرتبة الأولى من بين الدول الأكثر استقبالاً للاجئين في العالم، وانها باتت تحتضن 45 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين في الخارج.