اعتبر نواب عن كتلتي «التحالف الوطني» و «اتحاد القوى العراقية»، قيام حكومة إقليم كردستان بحفر خندق حول حدود الإقليم والمناطق المتنازع عليها في البلاد، «محاولة للتقسيم من دون العودة إلى الدستور العراقي»، وطالبوا بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية في شأن ذلك. وقال النائب عن كتلة «التحالف الوطني» سليم شوقي، ل «الحياة»، «إننا نأسف للأسلوب الذي أقدم عليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، من دون استشارة حتى الأطراف الكردية الأخرى مثل الاتحاد الوطني أو التغير». وأشار إلى أن «حفر الخندق هو مخطط لتقسيم العراق الذي يحتّم تاريخه وجغرافيته وديموغرافيته أن يتعايش فيه المواطنون سوية». وأضاف شوقي وهو عضو في ائتلاف «المواطن»، أن «الطموح الكردي بإنشاء دولتهم لا يتم بهذه الطريقة، لأن هناك مناطق متنازعاً عليها، وهناك تحديات في البلاد، وكان على بارزاني أن يتوحد مع باقي الأطراف»، مبيناً أن «هناك إجراءات مثل الاستفتاء وتعديل الدستور قبل أن يقسم العراق». وزاد أن «تقسيم العراق بهذه الطريقة غير مقبول وليس في مصلحة إقليم كردستان»، مشيراً إلى أن «هناك أجندة إقليمية ودولية تهدف إلى هذا الأمر، وليس مستبعداً أن تكون صهيونية»، ودعا إلى أن «يعيد رئيس الإقليم حساباته». ولفت شوقي إلى أن «الدستور العراقي نصّ على أن العراق بلد واحد، ذو سيادة وهو فيديرالي اتحادي، وبارزاني لم يتجه حتى نحو الكونفيديرالية وإنما ذهب مباشرة إلى التقسيم». وقال النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» عبدالقهار السامرائي، ل «الحياة»، إن «حفر الخندق يربك المشهد في البلاد، وكان يجب أن تسبقه مشاورات بين الإقليم وحكومة المركز»، مضيفاً أنه «إذا كان الغرض من حفر الخندق حفظ الأمن في مناطق محددة فهو أمر جيد، لكن يجب أن تفند فكرة الحدود واستقطاع مناطق وإزالة مخاوف من أغراض أخرى لإنشاء الخندق». ولفت السامرائي إلى أن «السنّة يعتقدون أن المناطق المختلطة يجب أن يتم الحفاظ عليها، ومحاولة الاستحواذ عليها تؤدي إلى الإخلال باستقرارها، وقيام الأطراف المختلفة بالاستقواء بأطراف خارجية»، مشدداً على «ضرورة أن تكون هناك رسائل إيجابية وتعهدات من الجميع وللجميع بأن الأمر لا يتعدى حفظ الأمن». وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن قوات البيشمركة بدأت منذ عام حفر خندق واسع لفصل المناطق المتنازع عليها، يبدأ من ناحية ربيعة الحدودية مع سورية، غرب نينوى، مروراً بمناطق جنوبكركوك وشمال شرقي محافظة صلاح الدين ومدينة خانقين في محافظة ديالى قرب الحدود مع إيران، في إطار عملية لرسم «حدود الدولة الكردية المستقبلية» بعد القضاء على «داعش». وكان رئيس لجنة المناطق المتنازع عليها في برلمان إقليم كردستان، شوان أحمد، قال ل «الحياة» في وقت سابق، إن «الإقليم يخوض حرباً ضارية ومن حقه اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة للحفاظ على أمن المناطق التي حررها من الهجمات، وبالنتيجة ضمان تأمين المناطق التي تسيطر عليها البيشمركة». وأشار إلى أن «الإقليم يتعرض لهجمات متكررة عبر حدود طولها يتجاوز الألف كلم، وقيام قوات البيشمركة عادة بحفر خنادق ووضع سواتر في كل منطقة يتم تحريرها كإجراء معمول به وفق القاعدة العسكرية لتقوية الحصون وتأمين خطوط الدفاع». وكان رئيس أركان قوات البيشمركة الفريق جمال إيمينكي، قال للصحافيين، إن «حفر الخنادق لا يهدف إلى رسم الحدود، وهناك العديد من المناطق لم تحرر بعد، بل هو أمر طبيعي لمنع هجمات داعش بواسطة العربات المفخخة وعمليات التسلل».