انتقد الأديب والناشر الدكتور محمد المشوح «جمعية الناشرين السعوديين»، وحملها مسؤولية الكتب الهزيلة التي توجد في المكتبات، مؤكداً أنها «لم تقم بالدور المطلوب منها في ما يتعلق بالسوق المليئة بالكتب الهزيلة» معللاً ذلك «بعدم وجود تخصص لدور النشر أو خطة دائمة في ما تنشره، الأمر الذي عرض بعضها للإفلاس». وقال المشوح في احتفالية نظمها نادي الرياض الأدبي، مساء السبت الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، الذي يصادف 23 نيسان (إبريل) المقبل: «لن تنجح أي دار نشر ما لم تتخصص»، مطالباً بإنشاء «هيئة للكتاب» تعنى بتشجيع الكتاب. وفي الاحتفالية دعا المشاركون إلى ضرورة الاهتمام بالكتاب مؤسسياً. وأرجع المشوح غياب الاهتمام بالكتاب عربياً، «إلى عدم وجود رؤية مشتركة لدور النشر، كما لغياب التنسيق بين جمعيات الناشرين العربية، وأبرز مظاهر ذلك تضارب معارض الكتب». فيما شدد الكاتب منذر قباني على أهمية عملية التسويق للكتاب، في سبيل رفع عملية القراءة. وقال إن الكتاب «يجب أن يبحث عن متلقيه، من خلال طرق التسويق ومن خلال وكلاء المؤلفين». وطالبت الإعلامية أحلام الزعيم بإيجاد مؤسسات لصناعة الكتاب، «بدلاً من بقاء الكتاب مجرد مشروع فردي». وكان المشاركون الثلاثة تحدثوا تباعاً عن قضايا النشر والتسويق والإعلام، وتحدث المشوح، بصفته ناشراً في محور يتعلق بعلاقة الكتاب بالنشر، فيما شارك قباني بصفته كاتباً وله اهتمام بعملية تسويق الكتاب، وتعرضت الزعيم للجانب الإعلامي في ترويج الكتاب. وتطرق المشوح في الاحتفالية، التي أدارها الكاتب محمد القرعاوي، إلى تجربته في النشر. وقال انه على رغم قصرها «إلا أن حضوري في معارض الكتب، ومن خلال اطلاعي على تجارب الناشرين، اكتشفت مشكلات عدة حول عملية النشر للكتب، من أهمها ضياع حقوق الملكية، التي لم تصل إلى درجة كافية لتمارس دور النشر دورها، ما أدى لسرقة ترجمة وتحقيق كتب التراث بين هذه الدور، بلا حسيب ولا رقيب»، واصفاً «الرقابة» بأنها «معوقة للكتاب»، مطالباً بأن «تفعل الجهات القضائية لمتابعة الكتب بعد النشر وليس قبله». ومن جهته، ركز قباني على أهمية عملية تسويق الكتاب. وقال: «إن كثيراً من المؤلفين يظنون أن معضلة الكتاب في طباعته، فيما هي في عملية تسويقه فكثير مما يطبع لا ينشر وبالتالي لا يقرأ»، مضيفاً أن عملية تسويق الكتاب تتم عبر ثلاث مراحل «ما قبل الطباعة والطباعة وما بعدها». وأوضح أن الاهتمام دائماً ما ينصب في عملية صناعة الكتاب على المؤلف والناشر، فيما يتم تجاهل الوكيل «الذي هو في أهمية الاثنين» مشيراً إلى أن المؤلف في الغرب لا يذهب مباشرة إلى الناشر، «إنما عبر وكيل يتعاقد باسمه ويتأكد من جودة عمله وخلوه من الأخطاء، ويساعده فريق بحثي متكامل يبحث حتى في الأخطاء المعرفية في الكتب وكذلك تحديد العناوين الجاذبة والتصاميم المناسبة للغلاف ولنوع الورق». وجاءت مداخلة الزعيم حول حضور الكتاب في الإعلام، مشيرة إلى وجود خلل ومشكلات يتعرض لها الكتاب، «ومن أهمها إننا لا نعترف بالكتاب كسلعة، على رغم أننا ندفع لإنتاجه ولاقتنائه»، مضيفة أن الناشر «أصبح تاجراً يطبع أي شيء». ولفتت إلى أن الصحف «هي من يخدم الكتاب. لكن هذه الخدمة تظهر على شكل إصدارات تعريفية وعرض كتب سريع، وليس دراسات وقراءات نقدية معمقة».