تعقد في المملكة التي تعد أكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وأفريقيا على مدى الأعوام العشرة الماضية (الثلثاء) المقبل قمة سعودية - صينية مرتقبة تجمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي بيان مقتضب قالت وزارة الخارجية الصينية أمس، إن شي سيزور السعودية وإيران ومصر في الفترة من 19 إلى 23 كانون الثاني (يناير) الجاري، ولم يقدم البيان المزيد من التفاصيل. وكان هو جين تاو آخر رئيس صيني يزور السعودية في 2009، بينما كان الرئيس جيانغ تسه مين آخر رئيس صيني يزور إيران في 2002. وقال ديبلوماسي يعمل في بكين على اطلاع بسياسة الصين في الشرق الأوسط: «الصين تحاول تقديم نفسها كوسيط نزيه بين السعودية وإيران، مثلما فعلت مع الحكومة السورية والمعارضة». وقال نائب رئيس المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة لي شاو شيان: «إنه على الصين أن تزيد تدخلها في الشرق الأوسط، مؤكداً أن دور الصين سيكون مختلفاً عن بقية القوى الكبرى الأخرى». وشدّد لي على أن «الشرق الأوسط محك اختبار للقوى الكبرى». وتشهد العلاقات بين البلدين تطوراً في المجالات كافة منذ انطلاقها في 1990، تتمثل في الزيارات والمشاورات المتبادلة بين قيادتي البلدين في عدد من القضايا التي تهم الجانبين، وهو ما اعتبره بعض المتابعين ب«النموذج السياسي والتنموي بين الجانبين في إطارات الأممالمتحدة ومجموعة ال20، وغيرها من المنظمات الدولية اللتان تتشاركا في عضويتها نشاطاً وكفاءة». وقال رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد: «إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين في 2014 (عندما كان ولياً للعهد) ولقاءه القيادة الصينية وضع العلاقات بين البلدين على طريق تطورٍ ملحوظ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والفنية، ونقل التقنية، ودفعت تلك الزيارة بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق متقدمة جداً». وأشارت وكالة أنباء الصين (شينخوا) في تقرير لها إلى أن «حجم التجارة الخارجية بين الصين والسعودية بلغ 47.66 بليون دولار خلال ال11 شهراً الأول من عام 2015»، مضيفة أن «حجم الصادرات من الصين إلى السعودية تجاوز 19.75 بليون دولار، وذلك في الفترة ما بين كانون الثاني ( يناير) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، فيما بلغ حجم الواردات من السعودية إلى الصين 27.91 بليون دولار، بفارق يزيد عن السبعة بلايين دولار تصب في مصلحة المملكة». وأعلنت الصين في 18 كانون الأول (ديسمبر) رغبتها بالتعاون مع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، معربة عن تقديرها لجهود المملكة في الدعوة لإنشاء التحالف. وأوضح وزير خارجية المملكة عادل الجبير، بعد لقائه وزير الخارجية الصيني وانغ يي، على هامش اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في نيويورك أن «المملكة لديها علاقات قوية مع الصين، فهي شريك اقتصادي وسياسي وأمني مهم»، مبيناً أنه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية السعودية الصينية وحرص البلدين على تعزيزها وتكثيفها في مختلف المجالات. وأضاف «إن وزير الخارجية الصيني أعرب عن تقديره لمبادرة المملكة في إنشاء التحالف لمكافحة الإرهاب والتطرف، ورغبة الصين بالتعاون مع هذا التحالف، فيما أعرب وزير الخارجية الصيني عن رغبة بلاده في تكثيف التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة». وحول الموقف الصيني من الاعتداء على مقر السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، في 11 كانون الثاني (يناير) الجاري أن مبعوثاً صينياً زار البلدين ودعا إلى «التحلي بالهدوء وضبط النفس».