أكد المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط السفير الصيني السابق لدى المملكة وو سي كه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يولي «اهتماماً كبيراً للعلاقات الثنائية بين الصين والسعودية» مضيفاً أن «العلاقات بين الرياضوبكين ليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة، إذ قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارة الصين عام 1998، وأجرى آنذاك محادثات في شأن التعاون الاستراتيجي في مجال النفط مع قادة الصين، كما أجرى الرئيس الصيني (آنذاك) جيانغ تسه مين، في 1999، محادثات في السعودية عن كيفية تعزيز التعاون في المجالات كافة، بما فيها السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والإعلام، وغيرها، وأسهم هذا الاجتماع في إعطاء دفعة لتعميق التعاون الثنائي بقوة بين البلدين». وأشار سي كه، في تقرير نشرته شينخوا، إلى أن «الرياض تؤكد دائماً ومراراً ضرورة تعزيز التبادل والتعاون على نحو فاعل مع الصين على الصعد كافة». وقال، رداً على سؤال عن طبيعة العلاقات الثنائية بين الرياضوبكين، خصوصاً بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقاليد الحكم في المملكة في كانون الثاني (يناير) الماضي: «إن الصين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسعودية في القضايا الإقليمية والعالمية مستقبلاً، ويشهد البلدان آفاقاً أرحب وأوسع في التعاون القائم على المنفعة المتبادلة»، موضحاً أن «الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين حين كان ولياً للعهد نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للدفاع في آذار (مارس) 2014، أظهرت جلياً الاهتمام السعودي الشديد بتعزيز العلاقات بين البلدين». وشدد المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط، على أنه «في إطار هذا الاهتمام قدمت الصين واجب العزاء في العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، إذ قام الرئيس الصيني شي جين بينغ، بإيفاد الممثل الخاص له يانغ جيه تشي، إلى الرياض لتقديم واجب العزاء، ونقل رسالة منه تعبر عن تقدير الجانب الصيني لما قدمه الملك الراحل من إسهامات في تطوير السعودية وحفظ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ودفع التعاون بين الصين والسعودية بقوة في المجالات كافة». كما أعرب الرئيس بينغ، في أكثر من رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن خالص تمنياته بالرخاء والتقدم للسعودية بقيادته، ورغبة الصين في إجراء محادثات عن كيفية تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين والسعودية، وكذا دفع العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى». وكشف وو سي كه عن أن «الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد استعداد السعودية لتوطيد التعاون الاستراتيجي بين البلدين على نحو مستمر، وأن السعودية ترحب دائماً بزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى الرياض». وقال: «إن السعودية مستمرة في تطبيق سياسة التعاون الاستراتيجي الدائم والمستمر بين البلدين»، مضيفاً أن «بكين ترحب دائماً بالتعاون مع الرياض في ضوء تمسك بكين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، الأمر الذي ساعد في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين». وأوضح وو سي كه أن «بكين ترى وجود تكامل بين الاقتصادين الصيني والسعودي ولا سيما في قطاع النفط، نظراً إلى كون السعودية من أكبر الدول المصدرة للنفط، فيما تعد الصين دولة مستوردة له». .... حجم التبادل التجاري بين الرياضوبكين يتضاعف أكثر من 80 مرة أوضح سفير الصين السابق لدى المملكة يانغ هونغ لين أن التعاون السعودي - الصيني، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي، ينعكس في حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ 25,36 بليون دولار أميركي في 2007، بزيادة أكثر من 80 مرة عما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وقال في تصريحات سابقة له إن «حجم التبادل التجاري الثنائي تجاوز 41,8 بليون دولار في 2008، لتبقى المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا للأعوام الثمانية المتتالية»، مشيراً إلى أن «حجم التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والمقاولات وغيرها من المجالات الأخرى يتوسع، ويعود الفضل في هذه الإنجازات إلى اهتمام وتأييد قيادتي البلدين وإلى تفعيل الجانبين مزايا التكامل الاقتصادي بين البلدين».