لم يفوت بعض التجار في السعودية، المناسبات الاجتماعية على جميع أنواعها بتوظيفها لمصلحتهم، وذلك بزيادة إيراداتهم التي قد تتأثر بالأزمة المالية العالمية. فللمرة الأولى يحيي هؤلاء التجار مناسبة يوم الأم، الذي يصادف اليوم 21 آذار (مارس) من كل عام، فالكثير من محال المجوهرات والحلويات والهدايا، قامت بحملات إعلانية من أجل التسويق لمنتجاتها، التي حجزوا فيها مساحات كبيرة على الصفحات الأولى للصحف اليومية. وأشار قادر مينوي (مدير احد معارض الذهب والمجوهرات) إلى أن الطلب على التعليقات التذكارية التي زينت بحفر كلمة «أمي» أو «ست الحبايب»، والتي صممت لإهداء الأم في عيدها السنوي، سجلت حجم مبيعات كبيراً، كما أنها شهدت تطورات كبيرة وتحسينات، فأضيف للتعليقات الألماس الملون والأبيض، كما أن الكتابة تنوعت خطوطها بين الكوفي والنسخ والرقعة وغيرها. وأضاف: «هذا الإقبال اسهم في حرص محال الذهب والمجوهرات المحترفة على التسابق للإعلان في الصحف والاعلان عن التخفيض فيها، لجذب الزبائن على اختلاف أذواقهم». وأشار إلى أن الإعلام في الصحف من بعض المحال للترويج لهدايا «يوم الأم» كان بصورة مبطنة، حتى لا تثير حساسية بعض الجهات، التي ترفض الاعتراف بهذا اليوم. لافتاً إلى أن الاحتفال وشراء الهدايا بدأ قبل المناسبة بأسبوع، ويتوقع أن يستمر بعدها يومين، مشيراً إلى أن التجهيز لهذه المناسبة بدأ منذ أكثر من ثلاثة شهور. وعن أسعار بيع هذه المجوهرات التذكارية، قال مينوي: «تختلف الأسعار بحسب المواد المصنعة منها والمضافة إليها»، مشيراً إلى أنه حين يتم إدخال الألماس في التعليقة، فإنه يرتفع سعرها كثيراً، وبالأخص حين يكون الألماس كبير الحجم، وأن الأسعار في العادة لهذه الهدايا تصل الى ألف ريال، وتتعدى سقف ال 10 الاف ريال، وذلك بحسب نقاء الألماس. لافتاً إلى ان ارتفاع أسعار الذهب لعب دوراً كبيراً في تحديد قيمة الهدية. من جهته، أشار أبو محمد (بائع في احد محال الحلويات) إلى أن الكثير من محال بيع الحلويات والكيك سعت منذ نهاية الأسبوع الجاري الى تجهيز الكيك المطعم بكلمات الشكر والعرفان للأم في عيدها العربي الذي يصادف اليوم، مشيراً إلى أن الطلب على الكيك المزين بالعبارات زاد كثيراً، وأن عدد الطلبات لديهم في محلهم، والذي يصل عدد فروعه إلى 5 في الرياض وحدها، تجاوز 2000 طلب لمختلف انواع الحلويات التي تتناسب مع المناسبة. وأضاف: «اننا في المحل سنقوم أيضاً بتجهيز بعض الانواع وتركها للزبائن في حال عدم حجزهم ومعرفتهم بضرورة الحجز»، مؤكداً أن هذه المناسبة شهدت اهتماماً كبيراً من الكثير من فئات المجتمع. ولفت إلى أنه حرص على تقدم الكيك بالكريمة البيضاء في الغالب، في دلالة على بياض وصفاء قلب الأم، موضحاً أن كثيراً من السعوديين أصبحوا يهتمون بهذه المناسبة، التي عدوها عرفاناً منهم بأحقية الأم، وقدرها الكبير واستحقاقها للتكريم. وكان لمحال تغليف الهدايا نصيب أيضاً، ويقول البائع سليم نصر، إن الكثير أصبح يقدم إلى المحال، ويبحث عن هدايا تكون لذكرى عيد الأم، مسجلة هذه المناسبة طلباً كبيراً عليها، إذ اننا لم نقم بالتجهيز لها كما ينبغي، فنفدت الكثير منها في ساعات، ما اضطرنا إلى تفريغ أشخاص للبحث في محال الجملة عن هدايا إضافية، لتغطية الطلب المتزايد عليها. وقال سالم القحطاني (زبون في محل للهدايا)، ان هذا اليوم يعتبر احتفالاً وتقديراً للأم، مشيراً إلى أن بعض السعوديين بدأوا في الاهتمام بهذه المناسبة، التي كانت من المحظورات سابقاً، إلا أن الانفتاح العام الذي تعيشه السعودية، اسهم في زيادة الطلب على تذكارات وهدايا عيد الأم.