اتخذ الاتحاد الأوروبي تدابير تتيح له رفع العقوبات المفروضة على إيران، فور إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً يثبت إيفاء طهران التزاماتها وفق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست في تموز (يوليو) الماضي. ودعا حميد بعيدي نجاد، مساعد وزير الخارجية الإيراني، مواطنيه إلى «ترقّب أنباء سارة»، وزاد: «تاريخ بلدنا الحبيب سيشهد لحظات جميلة. ليتكم كنتم في اجتماعاتنا (مع الدول الست)، لتروا عزة شعبنا العظيم وكرامته». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي قوله: «عند نشر تقرير الوكالة الذرية، سيكون الاتحاد الأوروبي مستعداً» ليرفع فوراً العقوبات التي يفرضها على طهران منذ العام 2006. وكان ناطق باسم الخارجية الأميركية أكد إعلان طهران أنها سحبت قلب مفاعل «آراك» الذي يعمل بماء ثقيل، وصبّ أسمنتاً مكانه، في خطوة أساسية تمهد لتطبيق الاتفاق النووي. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حض على «إبقاء الضغط على إيران والعمل لأن تحترم التزاماتها». واتهم طهران بمتابعة «سياسة العدوان الإقليمي بقوة ضخمة»، داعياً إلى «تفكيك شبكتها الإرهابية العالمية، لأنها تشكّل خلية إرهابية جديدة إجمالاً كل ستة أسابيع خارج الشرق الأوسط، سواء مباشرة أو عبر وكلاء». إلى ذلك، اعتبر رجل الدين الإيراني محمد علي موحدي كرماني ان اعتقال 10 بحارة أميركيين بعد دخول زورقين خطأً المياه الإقليمية الإيرانية في مياه الخليج «يحمل رسالة واضحة لأميركا وسائر دول العالم، هي رسالة قوة ايران واقتدارها». وأضاف في خطبة صلاة الجمعة: «دخولهم المياه الإيرانية أمر مدهش، اذ زعموا انهم أخطأوا في ذلك». وأشاد ب«شجاعة الحرس الثوري في محاصرة الزورقين واعتقال البحارة الأميركيين، دفاعاً عن الحدود البحرية الإيرانية»، لافتاً إلى «استخدام الرأفة الإسلامية معهم». وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ذكر أن البحارة العشرة ابلغوا قادتهم أنهم «دخلوا من دون قصد المياه الإيرانية، بسبب خطأ ملاحي». وأضاف: «لم يبلغوا (قادتهم) بهذا الخطأ الملاحي في حينه. ربما كانوا يحاولون التحقق مما حدث، حين اعترضتهم الزوارق الإيرانية واكتشفوا أنهم داخل المياه الإقليمية الإيرانية». ونفى كارتر أن يكون البحارة في مهمة سرية، مشيراً إلى أنهم كانوا يتنقلون من موقع إلى آخر. وأقرّ كارتر بانزعاجه من شريط فيديو وصور نشرتها وسائل إعلام إيرانية، أظهرت البحارة الأميركيين جاثمين وهم يرفعون أيديهم على رؤوسهم، لدى احتجازهم، قائلاً: «واضح أنني لا أحب أن أرى مواطنينا محتجزين لدى جيش أجنبي. يجب أن نمنح هؤلاء الرجال الفرصة ليبلغونا بما حدث، وفي أي سياق». على صعيد آخر، تطرّق موحدي كرماني إلى الانتخابات «الحساسة» لمجلسَي خبراء القيادة والشورى (البرلمان) المرتقبة الشهر المقبل، داعياً إلى «الحذر إزاء احتمال نيل أفراد موالين لأميركا نفوذاً في الانتخابات». وحض على انتخاب «مرشحين صالحين أثبتوا ولاءهم للثورة وطاعتهم للولي الفقيه» علي خامنئي.