قد تعتقد للوهلة الأولى أنك في ولاية تكساس الأميركية، عندما ترى مجموعة من الخيّالة يرتدون ملابس ويعتمرون قبعات من الجلد ويحملون الاكسسوارات المميزة ويمتطون السرج الخاص، تماماً مثل «رعاة البقر» الكاوبوي في أفلام الويسترن، يقومون بحركات ماهرة ويتفننون في ركوب الخيل وحركة التقاط القبعات. هم شباب بحرينيون يمارسون هوايتهم، في تجمع أطلقوا عليه اسم «لجنة خيالة البحرين» التي تضم مئات الخيّالة المحليين، ويقدمون عروضاً حية ويشاركون في مهرجانات وفعاليات. يقول عبدالله خليفة أحد ممارسي هذه الهواية ل «الحياة»: «جمعتنا فكرة تجمع لخيّالة البحرين منذ ما يقارب السنة ونصف السنة، فالتقى أكثر من 470 خيالاً في أحد الاسطبلات لترشيح لجنة تمثلهم وتتحدث باسمهم تضم 9 فرسان، أطلق عليها لاحقاً اسم لجنة خيّالة البحرين، وهو تجمع أهلي تطوعي يهدف الى تنظيم الفعاليات التي تجمع محبي هذه الهواية، والمشاركة في المسابقات والتحكيم لها، وإقامة المهرجانات، إضافة الى تقديم المساعدة للخيّالة قدر المستطاع». ويقول عضو اللجنة خليل الفردان: «سمح لنا العمل من خلال اللجنة بالتقرب من الجمهور وتنظيم عدد من العروض والفعاليات، واستقطاب عدد من الأطفال والمراهقين الذين تجذبهم هواية ركوب الخيل، إضافة إلى عدد من الوجوه الجديدة وجماهير تستمتع بهذه العروض الرياضية الترفيهية». ينفق هؤلاء الشباب الذي يعشقون الخيل ويمنحونه الكثير من وقتهم يومياً، أموالاً طائلة على هذه الرياضة. ويوضح حسين العلوي: «يمارس شبان هواية ركوب الخيل وارتداء ملابس الكاوبوي وتقديم الاستعراضات، على رغم تكلفتها العالية، لأن السرج والملابس من الجلد الأصلي تكلف الهاوي مبالغ كبيرة». ويضيف: «كانوا في السابق يقصّون الجلد ويصنعون منه الملابس بأنفسهم، أما اليوم فنشتري هذه الأزياء عبر شبكة الإنترنت وتصل إلينا في وقت قياسي». ويكشف أحمد البلادي من أعضاء لجنة خيّالة البحرين، أن تجمع «كاوبوي البحرين» يفوق في نشاطاته بعض الدول الغربية التي تمارس فيها الهواية ذاتها، «ونحن الوحيدون في الدول العربية ننظم هذه العروض بأزياء متقنة وأصلية». ويضيف: «يتراوح سعر السرج الأميركي من الجلد الأصلي بين 1300 و8 آلاف دولار، وهو آمن ومريح ويبقى لسنوات طويلة. ومن الأمور المكلفة أيضاً العناية بالخيول وعلفها وتطبيبها والعناية بها». ويشير الفردان إلى أن هناك من ينتقدهم موجهاً لهم اتهام التشبه بالغرب والأمركة وسوى ذلك، «لكن في الحقيقة الغالبية تشجعنا وتحضر العروض وتحب مشاهدة الخيّالة والمشاركة معهم في المسابقات. مع الزمن نحن نكسب مزيداً من المعجبين والجماهير التي تحضر فعالياتنا وعروضنا». تقيم اللجنة عدداً من العروض بدعم محدود من القطاع الخاص، وتفتقر غالباً الى الدعم المادي والطبي والإعلامي وخصوصاً من الجانب الحكومي، كما يقول الفردان. ويستطرد: «بدأ عدد من الجهات الحكومية الالتفات إلينا، كمحافظة العاصمة والمحافظة الشمالية، ودعوتنا إلى المهرجانات التي تقيمها لإقامة عروض الكاوبوي. إلا أننا ننتظر مزيداً من الدعم الذي يسمح لنا بإقامة فعالياتنا الخاصة، وتطوير البرامج التي نقدمها، وكذلك توفير جوائز تتناسب مع المبالغ التي ينفقها الخيّالة على هذه الهواية». ويوضح العلوي: «بدأ الزحف العمراني يسبب لنا قلقاً، لأن الأماكن المفتوحة التي كنا نقيم فيها العروض ونتنزه فيها ونمتطي فيها الخيل بدأت التقلص. كما أصبحت اسطبلاتنا مهددة بالزوال لاقتراب المناطق السكنية منها. وما زلنا من دون مكان خاص بنا نقيم فيه عروض الكاوبوي، أو نجتمع فيه نحن كخيالة البحرين، لممارسة هذه الهواية التي أصبحت تستقطب المئات من المواطنين والمقيمين الذين يواظبون في شكل مستمر على الحضور». وعن وجود المرأة في هذه الهواية، يوضح الفردان: «هناك وجود للمرأة التي تشارك في العروض وتركب الخيل وترتدي أزياء الكاوبوي ولكن ليس بكثرة». ويشير إلى أن عدم توافر الخدمات البيطرية بوتيرة مناسبة تؤثر على هوايتهم، فقد يخسرون آلاف الدنانير عندما تمرض الخيول أو تنفق لعدم توافر الخدمات الملائمة لعلاجها وإنقاذها. ويتمنى حسين العلوي أن تخصص الحكومة مدينة للخيل، تسمح له ولرفاقه بممارسة هوايتهم وتأسيس اسطبلاتهم وضم خيولهم في أجواء مريحة. ويقول الفردان أن زوجات الأعضاء شكلنّ مجموعة على تطبيق «واتساب» على الهواتف الذكية اسمه «نساء ضد لجنة خيالة البحرين»، يتذمرن فيه «من غيابنا ويسلّين أنفسهن بنشاطات مشتركة».