اعتبر المدير العام للإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهدلق مفهوم الأمن الفكري مفهوماً جديداً أطلقته السعودية لبقية الدول الإسلامية، لافتاً إلى أنه نبع من الحاجة الماسة إليه، وعدّ شبكة «الإنترنت» بيئة خصبة للانحراف ومصدراً رئيساً ل«التطرف». وبين أن الأمن الفكري لا يعدو كونه سلسلة إجراءات وأنشطة تؤدي إلى سلامة أفكار أفراد المجتمع من الانحراف أو الخروج من الوسطية والاعتدال في فهم الأمور الحياتية (الدينية، والسياسية، والاجتماعية) ما يشكل خطراً على نظام الدولة وأمن المجتمع وبالتالي يهدف المفهوم الجديد إلى حفظ النظام العام وتحقيق الأمن، وقال خلال انطلاق النسخة الأولى من برنامج تعزيز الأمن الفكري الذي نظمته الإدارة العامة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في السعودية بالتعاون مع إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية في مقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة مساء أمس ويستمر لثلاثة أيام: «إن كل تيار يريد أن يؤثر على المجتمع، وكلاًّ يدعي أنه وسطي، ولكن لا بد أن نعتمد على الشرعية كضابط للوسطية، على أن تكون مرجعيتها (الشريعة) للكتاب والسنة بينما تمثل هيئة كبار العلماء المرجعية الشرعية لدينا». وذهب الدكتور الهدلق إلى أن الغلو والتطرف يشكلان خطراً على الثوابت الوطنية والدينية، قبل أن يعرّج على مصادر الأطياف الفكرية في المجتمع السعودي، مؤكداً أن المقرر المدرسي ليس من مصادر الانحراف، «بل إن مناهجنا تعزز الأمن الفكري». وشدد الهدلق على أهمية دور المعلم والمشرف في تعزيز الأمن الفكري للطالب في حلقة تحفيظ القرآن الكريم قبل أن يعدد مصادر الفكر المتطرف المعاصر، معتبراً «الإنترنت» المصدر الرئيسي للانحراف والتطرف. من جانب آخر، أكد عضو هيئة التدريس في قسم العقيدة في جامعة أم القرى الدكتور عبدالله محمد القرني أن قضية الولاء والبراء أمست مسار إشكال كبير عند الجماعات المنحرفة، عازياً كثيراً من الفتن إلى عدم فهم مسائل الولاء والبراء، وأرجع ذلك إلى بعد الشبان عن العلماء واعتمادهم على «الإنترنت» في المسائل العلمية. وأكد أنه لا مخرج من هذه الفتنة إلا بالتأصيل العلمي. وقال الدكتور القرني: «هناك من لا يفرق بين موالاة الكفار ومعاملتهم!، إذ إن الموالاة هي محبة الكفار من أجل دينهم، وإعانتهم على المسلمين من أجل دينهم، أو إعانتهم من أجل غرض دنيوي». وشدد على أهمية التفريق بين الصور الثلاث، وبين أن التعامل مع الكافر لا يدخل في النصرة والمحبة. وفي سياق متصل، عبر رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي عن سعادته باختيار الجمعية لانطلاق النسخة الأولى من برنامج تعزيز الأمن الفكري الذي تبنته الإدارة العامة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في السعودية بالتعاون مع إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية. وأكد أن الجمعية تسخر كل إمكاناتها وخبراتها لإنجاح هذا البرنامج، ملمحاً إلى أنها على استعداد للمساهمة في تنفيذ المرحلة الثانية من البرنامج.