أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أعدم صحافية سورية ميدانية في مناطق نفوذه في مدينة الرقة، معقل التنظيم المسلح، وذلك بعد اتهامها بأنها «جاسوسة»، لنقلها الحياة اليومية لسكان الرقة تحت حكم التنظيم الإرهابي. وأضافت الصحيفة أن رقية حسان (30 عاماً) قتلت في أيلول (سبتمبر) الماضي، ولكن خبر مقتلها انتشر في 4 كانون الثاني (يناير) الجاري، بعد ادعاء التنظيم بأنها ما تزال حية. وكانت حسان تكتب على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تحت اسم «نيسان إبراهيم»، وتصف في منشوراتها الحياة اليومية لسكان الرقة في ظل حكم «داعش»، بالإضافة إلى الغارات اليومية للتحالف الدولي ضد التنظيم. ودرست حسان الفلسفة في جامعة «حلب»، وانضمت إلى المعارضة السورية بعد بدء الثورة السورية، ورفضت مغادرة مدينة الرقة، ثم أصبحت تحت مراقبة التنظيم بعد سيطرته على المدينة، إذ اعتقلت في آب (أغسطس) من العام الماضي، بتهمة «التواصل مع الصحوات». ونشرت حسان رسائل ومنشورات على صفحتها الخاصة في «فايسبوك»، تضمنت مشاعرها وتفاصيل الحياة في الرقة، وأرسلت رسائل أمل لمتابعيها، ومنها «فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا». وفي منشور آخر، تحدثت حسان عن المشاكل التي تواجه الرقة، التي تتعرض لنيران «داعش» وقصف التحالف، متسائلة: «حسناً، إذا كنا لا نريد داعش، ولا نريد من التحالف أن يقصف داعش، ولا نريد من الجيش الحر أن يقاتل داعش، فما الذي نريده بالضبط؟». وتحدثت الصحافية السورية أيضاً، عن كيفية احتلال «داعش» مساحة الاهتمام والتعبير، ما يعني فقدان الوسائل الوحيدة للتواصل مع العائلة والسوريين المشتتين في العالم. ونشر مؤسس مجموعة «الرقة تذبح بصمت» الناشط السوري «أبو محمد»، الكلمات الأخيرة لحسان إذ كتبت: «حسبي الله بالذل، فقط أرغب بإفادتك أنا موجودة داخل الرقة وقد هُددت، وعندما يلقوا القبض عليي ويقطعوا رأسي، فلا بأس قطع رأس بكرامة ولا عيش بذل». وقالت المجموعة إن حسان ليست الصحافية الأولى التي تقتل في سورية على يد التنظيم، وما يزال حساب نيسان مفتوحاً على «فايسبوك»، إذ قال مراقبون إن «داعش قد يستخدمه لجمع معلومات عن الصحافيين الذين يتواصلون معها في الرقة». والأسبوع الماضي، نشر «داعش» فيديو يظهر قتله لخمسة أشخاص بتهمة التجسس، ويعرض المتهمين وهم يصفون «جرائمهم»، مثل: إدارة المقاهي الالكترونية، وإرسال صور من الرقة إلى تركيا، فيما تعد رقية الفتاة السورية الوحيدة وخامس الصحافيين الذين أعدمهم التنظيم منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي. وفي كانون الثاني (ديسمبر) من العام الماضي، قتل «داعش» في مدينة غازي عينتاب التركية، محرر مجلة «حنطة» والناشط مع مجموعة «الرقة تذبح بصمت» الصحافي ناجي الجرف، الذي وثق انتهاكات التنظيم في حلب في فيلم وثائقي.