البداية الجديدة التي وعد بها الرئيس الأميركي باراك أوباما العالم العربي والإسلامي في خطاب القاهرة، يصل قطارها اليوم إلى العاصمة الأميركية، مع افتتاحه قمة «رواد الأعمال» الجامعة لأكثر من 250 مشاركاً من 50 دولة، من بينهم 22 دولة عربية. وأشارت ممثلة الإدارة الأميركية للتواصل مع العالم الإسلامي فرح بانديث في تصريح إلى «الحياة»، إلى أن مشاركة المملكة العربية السعودية ممثلة بسبعة مندوبين بينهم ثلاث نساء، تعكس «مكانة المملكة في مجال الإبداع التجاري والمسافة التي قطعتها المرأة السعودية في إدارة الأعمال». وتُعدّ القمة التي تفتتح اليوم في مركز «رونالد ريغان» للتجارة العالمية، استكمالاً لتعهد أوباما في خطاب القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي، باستضافة تجمع كهذا لتوسيع الأواصر وتعميقها بين قادة الأعمال والمؤسسات وأصحاب المشاريع، في كل من الولاياتالمتحدة والدول الإسلامية. وستسلّط القمة التي يشارك فيها أوباما مساء اليوم، الضوء على أهمية إنشاء المشاريع وإيجاد فرص عمل وتطوير المجتمع. ومن الجانب العربي، ستشارك 21 دولة ممثلة بوفود تضم غالبية من الفئة الشابة من سلطنة عمان واليمن والسعودية وقطر، وجيبوتي والصومال ومصر والجزائر والمغرب وتونس وليبيا والبحرين، والإمارات ولبنان والأراضي الفلسطينية وسورية والكويت والبحرين وموريتانيا والعراق. ولفتت بانديث إلى أن القمة، التي ستجمع المشاركين في مؤسسات وجامعات أميركية، ويحضرها ممثلون لوزارتي الخارجية والتجارة والبيت الأبيض، تتمحور حول التركيز على «الفرد» وقدرة الشخص العربي والإسلامي على «التغيير». وتستحضر بانديث زيارتها للسعودية ولقاءها في مدينة جدة برائدة الأعمال نورة المغربي، التي أسست منظمة «جدة الخضراء» لدعم المشاريع البيئية والنشاطات الصديقة للبيئة في المدينة. وستشارك المغربي في المؤتمر ومعها من الوفد السعودي لميس المفتي وماريا جمال المهدلي من مجموعة «فينك» الشبابية، منى عبد القادر من كلية دار الحكمة، وليد البناوي وعبد الرحمن تربزوني وهما مديرا أعمال، الى جانب نبيل شلبي من غرفة التجارة السعودية. ورأت في مشاركة الرياض خصوصاً في حضور المرأة السعودية في الوفد، «مصدر فخر للمملكة وتحديداً مع الأخذ في الاعتبار عملية انتقاء دقيقة للمندوبين»، التي استغرقت سنة قبل انطلاق القمة. وتشيد المسؤولة الأميركية، التي زارت 21 دولة منذ تعيينها للتواصل مع العالم الإسلامي، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في تشجيع رواد الأعمال وتنفيذ إصلاحات لفتح الفرص وتأمين الموارد لهؤلاء، خصوصاً بعد إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي زارتها بانديث. وحددت الإدارة خمسة أهداف للقمة، هي تسليط الأضواء على رواد أعمال ناجحين من مجتمعات إسلامية، توسيع الاتصالات بين مَن لهم مصالح في المشاريع الريادية، إيجاد سبل لمحاكاة أنجح جهود إنشاء المشاريع ومقاربتها، ولبناء مناخات اقتصادية واجتماعية مواتية لإقامة المشاريع وتوثيقها، وتمكين المشاركين من إعلان برامج مشاريع أو التعريف بها. أما جدول أعمال التجمع، الذي يستمر يومين، فيشمل مداولات يديرها أفراد حول قضايا أساسية وتحديات تواجه الترويج لتأسيس المشاريع بما فيها الإبداع والتكنولوجيا، الوصول إلى الرساميل، تفعيل قدرات الشباب لإقامة مشاريع ريادية، الإرشاد والإفادة، الترويج لثقافة إقامة المشاريع الريادية وفلسفتها، وتطوير شبكات أعمال بين هؤلاء المشاركين، مع المؤسسات الأميركية. أما في الجانب السياسي، فحددت بانديث هدف التواصل مع المسلمين وإعادة مدّ الجسور مع المعتدلين ضمن أهداف القمة. ولفتت إلى وجود «تفهم في العالم بتغيّر اللهجة الأميركية وكذلك الحديث، مع وصول أوباما إلى الرئاسة». ولاحظت وجود شعور متجدد بأن الولاياتالمتحدة «تحترم الإسلام، وألمس ذلك سواء كنت أتحدث مع مسلم في ساو باولو أو في جاكرتا أو في القاهرة».